الرئيسيةUncategorizedحين تصنع لحظة واحدة انسانا جديدا
Uncategorized

حين تصنع لحظة واحدة انسانا جديدا

حين تصنع لحظة واحدة انسانا جديدا

بقلم/نشأت البسيوني 

 

في لحظة واحدة فقط تتبدل حياة انسان دون ضجيج ودون اشارة تحذير لحظة لا يراها من حوله لكنها تقلب داخله كل شيء لم تكن صدمة واضحة ولا خسارة كبيرة ولا حدثا يتوقف عنده الزمن بل كانت لحظة صامتة هادئة تشبه الوقوف امام النفس للمرة الاولى كان يسير في ايامه كما اعتاد يؤدي ما عليه ويكمل الطريق الذي رسم له منذ سنوات دون ان يسأل نفسه لماذا هذا الطريق بالذات 

 

ولماذا يستمر فيه كان يظن ان الاستقرار في التكرار وان الامان في الاعتياد لكن داخله كان يعرف ان شيئا ما لا يتحرك ان الحياة تمر وهو واقف مكانه كانت تلك اللحظة مجرد سؤال بسيط لكنه كان ثقيلا لماذا اعيش هكذا ولماذا اؤجل نفسي دائما ولماذا اشعر انني ضيف في حياتي لم يجد اجابة سريعة لان الحقيقة لم تكن سهلة كان يدرك ان كثيرا من اختياراته لم تكن نابعة منه بل كانت 

 

استجابة لتوقعات الاخرين وخوفه من الخروج عن المسار وخوفه الاكبر من ان يخسر قبولا اعتاد عليه مع الوقت صار الخوف عادة وصار التأجيل اسلوب حياة في تلك اللحظة لم ينهار ولم يصرخ ولم يعلن تمردا لكنه توقف داخليا توقف عن الهروب عن الانشغال عن التظاهر بالقوة اعترف لنفسه انه تعب ليس من العمل ولا من المسؤوليات بل من العيش بنصف روح اعترف انه لم يعد يعرف 

 

ماذا يريد لكنه يعرف جيدا ما لا يريده لم يعد يريد ان يعيش بالصدفة ولا ان يكون مجرد رد فعل لما يحدث حوله اختار اختيارا واحدا فقط لكنه كان الاصعب ان يسمع صوته الداخلي حتى لو كان خافتا حتى لو كان مربكا لم يقرر تغييرا جذريا في يوم واحد لكنه قرر ان يكون صادقا مع نفسه ان يعترف بتعبه دون خجل وبحاجته للتغيير دون تبرير الطريق بعدها لم يكن واضحا والخوف لم يختف 

 

لكنه فقد سيطرته لم يعد قائدا بل صار مجرد ظل يرافقه بدأ يلاحظ تفاصيل لم يكن يراها من قبل بدأ يشعر ان وقته ملكه وان اختياراته اليومية الصغيرة تصنع حياته اكثر من القرارات الكبيرة تعلم ان الشجاعة ليست في القفز المفاجئ بل في الاستمرار الهادئ في طريق يشبهه حتى لو كان اطول حتى لو كان اصعب خسر اشياء في الطريق عادات قديمة علاقات مبنية على التوقع لا على 

 

الفهم لكنه اكتشف ان ما خسره لم يكن جزءا منه بل كان عبئا يؤخره مع كل يوم كان يشعر انه اقرب الى نفسه حتى لو لم يصل بعد صار يعرف لماذا يتعب ولماذا يستمر ولماذا يتحمل صار للحياة معنى لا يرتبط برضا الاخرين بل بسلامه الداخلي لم تصبح الحياة اسهل لكنها صارت اوضح ولم تختف الاسئلة لكنها لم تعد تخيفه

 فهم ان تلك اللحظة الصغيرة التي ظنها عابرة كانت نقطة تحول 

 

حقيقية فاصلة بين انسان كان يعيش ليؤدي وانسان قرر ان يعيش ليشعر وان الحياة لا تتغير دفعة واحدة لكنها تبدأ بلحظة صدق واحدة حين يقرر الانسان ان يكون حاضرا في حياته لا مجرد عابر فيها

حين تصنع لحظة واحدة انسانا جديدا
بقلم/نشأت البسيوني

في لحظة واحدة فقط تتبدل حياة انسان دون ضجيج ودون اشارة تحذير لحظة لا يراها من حوله لكنها تقلب داخله كل شيء لم تكن صدمة واضحة ولا خسارة كبيرة ولا حدثا يتوقف عنده الزمن بل كانت لحظة صامتة هادئة تشبه الوقوف امام النفس للمرة الاولى كان يسير في ايامه كما اعتاد يؤدي ما عليه ويكمل الطريق الذي رسم له منذ سنوات دون ان يسأل نفسه لماذا هذا الطريق بالذات

ولماذا يستمر فيه كان يظن ان الاستقرار في التكرار وان الامان في الاعتياد لكن داخله كان يعرف ان شيئا ما لا يتحرك ان الحياة تمر وهو واقف مكانه كانت تلك اللحظة مجرد سؤال بسيط لكنه كان ثقيلا لماذا اعيش هكذا ولماذا اؤجل نفسي دائما ولماذا اشعر انني ضيف في حياتي لم يجد اجابة سريعة لان الحقيقة لم تكن سهلة كان يدرك ان كثيرا من اختياراته لم تكن نابعة منه بل كانت

استجابة لتوقعات الاخرين وخوفه من الخروج عن المسار وخوفه الاكبر من ان يخسر قبولا اعتاد عليه مع الوقت صار الخوف عادة وصار التأجيل اسلوب حياة في تلك اللحظة لم ينهار ولم يصرخ ولم يعلن تمردا لكنه توقف داخليا توقف عن الهروب عن الانشغال عن التظاهر بالقوة اعترف لنفسه انه تعب ليس من العمل ولا من المسؤوليات بل من العيش بنصف روح اعترف انه لم يعد يعرف

ماذا يريد لكنه يعرف جيدا ما لا يريده لم يعد يريد ان يعيش بالصدفة ولا ان يكون مجرد رد فعل لما يحدث حوله اختار اختيارا واحدا فقط لكنه كان الاصعب ان يسمع صوته الداخلي حتى لو كان خافتا حتى لو كان مربكا لم يقرر تغييرا جذريا في يوم واحد لكنه قرر ان يكون صادقا مع نفسه ان يعترف بتعبه دون خجل وبحاجته للتغيير دون تبرير الطريق بعدها لم يكن واضحا والخوف لم يختف

لكنه فقد سيطرته لم يعد قائدا بل صار مجرد ظل يرافقه بدأ يلاحظ تفاصيل لم يكن يراها من قبل بدأ يشعر ان وقته ملكه وان اختياراته اليومية الصغيرة تصنع حياته اكثر من القرارات الكبيرة تعلم ان الشجاعة ليست في القفز المفاجئ بل في الاستمرار الهادئ في طريق يشبهه حتى لو كان اطول حتى لو كان اصعب خسر اشياء في الطريق عادات قديمة علاقات مبنية على التوقع لا على

الفهم لكنه اكتشف ان ما خسره لم يكن جزءا منه بل كان عبئا يؤخره مع كل يوم كان يشعر انه اقرب الى نفسه حتى لو لم يصل بعد صار يعرف لماذا يتعب ولماذا يستمر ولماذا يتحمل صار للحياة معنى لا يرتبط برضا الاخرين بل بسلامه الداخلي لم تصبح الحياة اسهل لكنها صارت اوضح ولم تختف الاسئلة لكنها لم تعد تخيفه
فهم ان تلك اللحظة الصغيرة التي ظنها عابرة كانت نقطة تحول

حقيقية فاصلة بين انسان كان يعيش ليؤدي وانسان قرر ان يعيش ليشعر وان الحياة لا تتغير دفعة واحدة لكنها تبدأ بلحظة صدق واحدة حين يقرر الانسان ان يكون حاضرا في حياته لا مجرد عابر فيها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *