الرئيسيةUncategorizedحين نودع ما تبقى منا
Uncategorized

حين نودع ما تبقى منا

حين نودع ما تبقى منا

 

بقلم/نشأت البسيوني 

 

يأتي وقت يا صديقي لا نودع فيه أحدا

بل نودع أنفسنا

نقف أمام مرايانا لا لنصلح ما فسد

بل لنتأمل أطيافا باهتة من ماض كنا فيه أحياء أكثر مما نحن الآن

ننظر في أعيننا فنرى انعكاس كل الذين مروا وكل الذين غادروا

نبتسم بحنين متعب ونهمس لأنفسنا بصوت خافت

لقد تغيرنا أكثر مما ينبغي

حين نودع ما تبقى منا

نطفئ آخر شمعة في القلب

لا لأننا كرهنا الضوء

بل لأننا مللنا من انتظاره

نترك أحلامنا على الأرصفة كالأطفال الضالين

ونسير مبتعدين بخطوات واثقة نحو المجهول

كأننا نقول للقدر خذ كل شيء فلم يعد فينا شيء يؤخذ

الوداع ليس دائما بين شخصين

أحيانا يكون بينك وبين نفسك القديمة

بينك وبين تلك الروح التي كانت تحب بلا خوف

وتثق بلا حساب

وتضحك بلا سبب

تستيقظ ذات صباح

فتدرك أن شيئا فيك مات

بهدوء يشبه انطفاء شمعة في ليل طويل

وأنك لم تعد تبحث عن البريق كما كنت

بل عن راحة بسيطة في قلبك المرهق

حين نودع ما تبقى منا

نتوقف عن لوم الآخرين

ونكف عن انتظار الاعتذار

ندرك أن الحياة لا تنصف أحدا

وأننا لسنا ضحايا بل ناجين

ننظر خلفنا فنجد ذكريات ناضجة من الألم

تعلمنا منها كيف نقف بعد كل سقوط

وكيف نربي داخلنا صمتا جميلا يداوي ولا يعاتب

الوداع الحقيقي ليس صاخبا

لا دموع فيه ولا ضوضاء

هو وجع صامت في الصدر

يشبه احتراق ورقة في موقد بارد

لا يراه أحد لكنه يملأ الغرفة برائحة النهاية

وحين نودع ما تبقى منا

نصبح أكثر حذرا

وأقل انبهارا بالناس

وأكثر تصالحا مع فكرة أن الرحيل أحيانا نجاة

نعرف أن الحب لا يعني البقاء

وأن البكاء لا يُعيد ما انكسر

وأن أجمل ما يمكن أن نقدمه لأنفسنا هو المسامحة

حتى نشفى لا لأنهم يستحقون الغفران

بل لأننا نستحق السلام

يا صديقي

ليس كل وداع خسارة

بعض الوداع خلاص

وبعض الفقد ولادة جديدة لروح أرهقها الحنين

سنمضي مهما ثقل الحزن

ومهما تلونت الطرق بالخذلان

فالله وحده يعلم كم مرة متنا في صمت

وكم مرة نهضنا دون أن يرانا أحد

وفي النهاية

حين نودع ما تبقى منا

لا يعني أننا انتهينا

بل أننا بدأنا من جديد

بنسخة أكثر هدوءا

وأقوى إيمانا

وأشد يقينا أن ما ذهب لم يكن لنا

وما سيأتي سيكون أجمل بإذن الله

حين نودع ما تبقى منا

بقلم/نشأت البسيوني

يأتي وقت يا صديقي لا نودع فيه أحدا
بل نودع أنفسنا
نقف أمام مرايانا لا لنصلح ما فسد
بل لنتأمل أطيافا باهتة من ماض كنا فيه أحياء أكثر مما نحن الآن
ننظر في أعيننا فنرى انعكاس كل الذين مروا وكل الذين غادروا
نبتسم بحنين متعب ونهمس لأنفسنا بصوت خافت
لقد تغيرنا أكثر مما ينبغي
حين نودع ما تبقى منا
نطفئ آخر شمعة في القلب
لا لأننا كرهنا الضوء
بل لأننا مللنا من انتظاره
نترك أحلامنا على الأرصفة كالأطفال الضالين
ونسير مبتعدين بخطوات واثقة نحو المجهول
كأننا نقول للقدر خذ كل شيء فلم يعد فينا شيء يؤخذ
الوداع ليس دائما بين شخصين
أحيانا يكون بينك وبين نفسك القديمة
بينك وبين تلك الروح التي كانت تحب بلا خوف
وتثق بلا حساب
وتضحك بلا سبب
تستيقظ ذات صباح
فتدرك أن شيئا فيك مات
بهدوء يشبه انطفاء شمعة في ليل طويل
وأنك لم تعد تبحث عن البريق كما كنت
بل عن راحة بسيطة في قلبك المرهق
حين نودع ما تبقى منا
نتوقف عن لوم الآخرين
ونكف عن انتظار الاعتذار
ندرك أن الحياة لا تنصف أحدا
وأننا لسنا ضحايا بل ناجين
ننظر خلفنا فنجد ذكريات ناضجة من الألم
تعلمنا منها كيف نقف بعد كل سقوط
وكيف نربي داخلنا صمتا جميلا يداوي ولا يعاتب
الوداع الحقيقي ليس صاخبا
لا دموع فيه ولا ضوضاء
هو وجع صامت في الصدر
يشبه احتراق ورقة في موقد بارد
لا يراه أحد لكنه يملأ الغرفة برائحة النهاية
وحين نودع ما تبقى منا
نصبح أكثر حذرا
وأقل انبهارا بالناس
وأكثر تصالحا مع فكرة أن الرحيل أحيانا نجاة
نعرف أن الحب لا يعني البقاء
وأن البكاء لا يُعيد ما انكسر
وأن أجمل ما يمكن أن نقدمه لأنفسنا هو المسامحة
حتى نشفى لا لأنهم يستحقون الغفران
بل لأننا نستحق السلام
يا صديقي
ليس كل وداع خسارة
بعض الوداع خلاص
وبعض الفقد ولادة جديدة لروح أرهقها الحنين
سنمضي مهما ثقل الحزن
ومهما تلونت الطرق بالخذلان
فالله وحده يعلم كم مرة متنا في صمت
وكم مرة نهضنا دون أن يرانا أحد
وفي النهاية
حين نودع ما تبقى منا
لا يعني أننا انتهينا
بل أننا بدأنا من جديد
بنسخة أكثر هدوءا
وأقوى إيمانا
وأشد يقينا أن ما ذهب لم يكن لنا
وما سيأتي سيكون أجمل بإذن الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *