الرئيسيةUncategorizedحين يتغير الناس دون وداع
Uncategorized

حين يتغير الناس دون وداع

حين يتغير الناس دون وداع

بقلم/نشأت البسيوني 

 

لا شيء يوخز القلب أكثر من التغير الصامت حين يصبح من كان يوما دفئك غريبا لا يعرف كيف يناديك

 

حين يتغير الناس دون وداع لا نسمع صوت الرحيل بل نحسه

نراه في النظرات التي بردت فجأة وفي الكلمات التي صارت قليلة خالية من الروح

نراه في تلك المسافة الصغيرة التي نبتت بيننا وبينهم دون سبب واضح كأن القلب نفسه صار يضع حاجزا ليحمي ما تبقى منه من وجع جديد

إنه التغير الذي لا يعلنه أحد لكنه يصرخ في صمت موجع لا يحتمل

 

كانوا يوما أقرب إلينا من نبضنا نحتمي بهم من ضجيج العالم نحدثهم عن كل شيء حتى عن خوفنا من فقدهم

لكننا لم ننتبه أن الفقد لا يحتاج إعلانا يكفي أن يبدأ الصمت في منتصف الحديث وأن يغيب السؤال الذي كان عادة

وحين نحاول أن نفهم نجد أنفسنا غرباء في الحكاية ذاتها نطرق أبوابهم بالكلمات القديمة فلا يفتح لنا سوى الصدى

 

حين يتغير الناس دون وداع نتعلم أن الوجوه قد تبقى كما هي لكن القلوب تتبدل

تتغير أولوياتهم اهتماماتهم وحتى طريقة نطق أسمائنا

نصبح بالنسبة لهم ذكرى أو محطة توقفوا فيها يوما ثم أكملوا الطريق

أما نحن فنظل واقفين في نفس المكان ننتظر عودة لا تأتي ونبرر غيابهم بما لا يبرر

 

الأصعب من الفراق أن تبقى على عهدك بينما يتغير كل شيء من حولك

أن تظل تحمل في قلبك نفس الود بينما هم نسوك بسهولة لا تصدق

أن تقابلهم مصادفة فتبتسم لهم كما اعتدت لكنك ترى في عيونهم نظرة لا تعرفك كأن الذاكرة نفسها خانتك وخانتهم معا

وتمضي وأنت تبتسم ظاهريا بينما في داخلك تنهار ألف حكاية دفعة واحدة

 

حين يتغير الناس دون وداع لا يكون الوجع في رحيلهم بل في سؤال لا جواب له متى وكيف ولماذا

نقلب الأيام باحثين عن اللحظة التي بدأ فيها هذا الانطفاء عن الكلمة التي كسرت فيها الروح عن السبب الذي جعل القرب غربة

لكننا لا نجد شيئا لأن التغير يحدث ببطء لا يرى كخريف يبدأ بورقة واحدة صفراء ثم يفترس الشجرة كلها

 

ونتعلم بعدها أن لا نطلب من أحد أن يبقى فالبقاء لا يستجدى

وأن الذين غيروا وجوههم كانوا يتهيأون للرحيل منذ زمن ونحن فقط لم نر الإشارات

نكتشف أن الوداع الحقيقي ليس في الأبواب المغلقة بل في القلوب التي أُغلقت بصمت

وأن أكثر العلاقات وجعا هي تلك التي ماتت على مهل دون كلمة أخيرة دون مشهد ينهي ما بدأ بحب عظيم

 

لكن رغم كل ذلك يبقى فينا شيء من الحنين

نخفيه في ضحكاتنا ونزوره ليلا حين ينام الجميع

نستعيد وجوههم كما كانت ونحدثهم في الخيال كما لو أنهم لم يتغيروا بعد

ثم نبتسم بوجع صامت لأننا نعلم أن ما كان لن يعود وأنهم مهما حاولنا لن يكونوا كما كانوا أبدا

 

حين يتغير الناس دون وداع لا نكرههم

بل نكره المسافة التي زرعها القدر بيننا وبينهم نكره البرود الذي حل محل الشوق والسكوت الذي التهم الحكايات

لكننا في النهاية نسامح لا لأننا نسينا بل لأن القلب تعب من العتاب وتعلم أن بعض الإجابات لا تقال وبعض النهايات يجب أن تترك كما جاءت  صامتة

 

وهكذا نواصل الحياة نحمل وجعنا بأناقة ونتظاهر أن شيئا لم يكن

لكننا نعرف في أعماقنا أننا لم نعد كما كنا وأن شيئا فينا انكسر يوم تغيروا دون وداع

انكسر لكنه علمنا أن لا نعلق قلوبنا بأحد بعد الآن وأن بعض الغياب لا يشفى منه بل يتعايش معه بصمت نبيل

حين يتغير الناس دون وداع

بقلم/نشأت البسيوني

لا شيء يوخز القلب أكثر من التغير الصامت حين يصبح من كان يوما دفئك غريبا لا يعرف كيف يناديك

حين يتغير الناس دون وداع لا نسمع صوت الرحيل بل نحسه
نراه في النظرات التي بردت فجأة وفي الكلمات التي صارت قليلة خالية من الروح
نراه في تلك المسافة الصغيرة التي نبتت بيننا وبينهم دون سبب واضح كأن القلب نفسه صار يضع حاجزا ليحمي ما تبقى منه من وجع جديد
إنه التغير الذي لا يعلنه أحد لكنه يصرخ في صمت موجع لا يحتمل

كانوا يوما أقرب إلينا من نبضنا نحتمي بهم من ضجيج العالم نحدثهم عن كل شيء حتى عن خوفنا من فقدهم
لكننا لم ننتبه أن الفقد لا يحتاج إعلانا يكفي أن يبدأ الصمت في منتصف الحديث وأن يغيب السؤال الذي كان عادة
وحين نحاول أن نفهم نجد أنفسنا غرباء في الحكاية ذاتها نطرق أبوابهم بالكلمات القديمة فلا يفتح لنا سوى الصدى

حين يتغير الناس دون وداع نتعلم أن الوجوه قد تبقى كما هي لكن القلوب تتبدل
تتغير أولوياتهم اهتماماتهم وحتى طريقة نطق أسمائنا
نصبح بالنسبة لهم ذكرى أو محطة توقفوا فيها يوما ثم أكملوا الطريق
أما نحن فنظل واقفين في نفس المكان ننتظر عودة لا تأتي ونبرر غيابهم بما لا يبرر

الأصعب من الفراق أن تبقى على عهدك بينما يتغير كل شيء من حولك
أن تظل تحمل في قلبك نفس الود بينما هم نسوك بسهولة لا تصدق
أن تقابلهم مصادفة فتبتسم لهم كما اعتدت لكنك ترى في عيونهم نظرة لا تعرفك كأن الذاكرة نفسها خانتك وخانتهم معا
وتمضي وأنت تبتسم ظاهريا بينما في داخلك تنهار ألف حكاية دفعة واحدة

حين يتغير الناس دون وداع لا يكون الوجع في رحيلهم بل في سؤال لا جواب له متى وكيف ولماذا
نقلب الأيام باحثين عن اللحظة التي بدأ فيها هذا الانطفاء عن الكلمة التي كسرت فيها الروح عن السبب الذي جعل القرب غربة
لكننا لا نجد شيئا لأن التغير يحدث ببطء لا يرى كخريف يبدأ بورقة واحدة صفراء ثم يفترس الشجرة كلها

ونتعلم بعدها أن لا نطلب من أحد أن يبقى فالبقاء لا يستجدى
وأن الذين غيروا وجوههم كانوا يتهيأون للرحيل منذ زمن ونحن فقط لم نر الإشارات
نكتشف أن الوداع الحقيقي ليس في الأبواب المغلقة بل في القلوب التي أُغلقت بصمت
وأن أكثر العلاقات وجعا هي تلك التي ماتت على مهل دون كلمة أخيرة دون مشهد ينهي ما بدأ بحب عظيم

لكن رغم كل ذلك يبقى فينا شيء من الحنين
نخفيه في ضحكاتنا ونزوره ليلا حين ينام الجميع
نستعيد وجوههم كما كانت ونحدثهم في الخيال كما لو أنهم لم يتغيروا بعد
ثم نبتسم بوجع صامت لأننا نعلم أن ما كان لن يعود وأنهم مهما حاولنا لن يكونوا كما كانوا أبدا

حين يتغير الناس دون وداع لا نكرههم
بل نكره المسافة التي زرعها القدر بيننا وبينهم نكره البرود الذي حل محل الشوق والسكوت الذي التهم الحكايات
لكننا في النهاية نسامح لا لأننا نسينا بل لأن القلب تعب من العتاب وتعلم أن بعض الإجابات لا تقال وبعض النهايات يجب أن تترك كما جاءت صامتة

وهكذا نواصل الحياة نحمل وجعنا بأناقة ونتظاهر أن شيئا لم يكن
لكننا نعرف في أعماقنا أننا لم نعد كما كنا وأن شيئا فينا انكسر يوم تغيروا دون وداع
انكسر لكنه علمنا أن لا نعلق قلوبنا بأحد بعد الآن وأن بعض الغياب لا يشفى منه بل يتعايش معه بصمت نبيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *