بقلم
وليد وجدى
خارج الديار
مسافر خارج الديار بحثاً عن بصيص أمل يحقق به كل الامانى ، ويسعى لتحسين دخل أسرته وتحقيق احلام المستقبل البعيد . يركب طائرة الاحلام التى تحمله إلى اولى درجات سلم الطموح . ينزل من الطائرة ليبدا حياة الغربة الشاقة ، تاركا خلفه الام والاب والزوجة والأطفال.
أطفال فى عمر الزهور ،
، ترك خلفه زكريات الايام الخوالى من لعب وفرح واحتضان اطفاله.
ترك الام التى حرمت من روية ابنها طول مدة سفره ، وترك الاب الذى فقد سنده .. كما ترك الأصدقاء وذكريات الطفولة وأصدقاء العمر ، ليجد امامه الصعاب تنتظره فى طريق غربته . العمل الشاق مع ذكريات الامس . السلاح الذى يقضى على ما بداخله من عزيمة الحماس لدى، يعافر ويعافر لمحو جزء من زكريات الامس يوم وراء يوم ، شهر وراء شهر ، سنة وراء سنة . تتلاشى الزكريات بين الزوج والزوجة . وبين الوالدين والابن
النتيجة : أطفال فقدوا الاب سنين من الحنية ، سنين من التربية الصحيحة ، ابناء تائهون من الحنان والرعاية والحضن الابوى ، تائهون فى مجتمع هو نفسه يحتاج إلى الحنان . الغربة تقتل العمر ، وتقتل الثقة والحنان بين الاولاد وبين الاب ، فيصبح الاب بعد سنين السفر والغربة والتعب ضيفا لدى الاسرة ، بعد العمر الذى ضاع لاجل الاحلام تركب الطائرة لتعود إلى وطنك فتحاول استرجاع ما كنت عليه قبل سفرك . لكن سيكون صعبا أن تعود كما كنت عليه قبل سفرك
اصبحت غريبا فى الغربه
وغريبا فى بيتك
وغريبا فى بلدك

