المقالات

خدعوك فقالوا سينهار المنزل بدونك 

جريدة موطنى

 

 

بقلم الكاتبة : سلوى عبد الكريم 

 

هذا الشعار الخادع الكاذب الذي  يستدرج أعمارا بداية بالشباب مرورا بسن النضوج وصولاً لسن الكبر أياًكان مراحله وما قضيت فى بوتكته تسعى و تجاهد بإصرار وإيمان متيقن بصدق هذا الشعار الخادع فى كثيراً من الأحيان

 

وعلى السواء رجالاً ونساءً فيما يتم سرده وإن كان للنساء الغلبه فيه وبطبيعة الأنثى يأخذني القصص بمثالاً لأحدى النساء  

* والأمثله والحكايات كثيرة وقد تكون تفاصيلها متشابه بإختلاف نهاياتها فقد تموت بطلة الحكاية وقد تمرض وقد تفارق ، 

 

عاشت إمرأة معتنقة هذا الشعار الخادع حتى وصلت إلى سن الخمسين من عمرها ليس فى كتالوج حياتها حقاً لها فى مختلف أمور الحياة لم تسعى يوماً أن تُسعد نفسها أو تترفق بها أو تشعر بها أو تُدللُها 

 

فقط كل ما تصبو إليه هو سعادة أسرتها ورعايتها لها و لزوجها ووالديه المسنين

هذا ما كان يشغلها وما أفنت فيه عمرها فكانت الأولويه لكل إحتياج لكل فرد فيهم ،

 

 أولادها مذاكراتهم طعامعم شرابهم تربيتهم على الفضيلة والأخلاق على أن يكونو أسوياء مسؤلين نافعين ، 

وعلى الجانب الأخر زوجها وتخفيف الأعباء عنه بشتى الطرق الممكنة كى ينطلق في عمله ومسؤلياته وتحقيق أهدافه وطمحاته ، 

والديه المسنين ورعايتهم وخدمتهم ومساعدة أهله فى كل غاية و مقصد لهم  ، 

 

عاشت تلك المرأة تعتذر عن عدد كبير من المناسبات الإجتماعية والخروجات الترفيهية وجلسات المرح والفكاهة مع صديقاتها لانهماكها فى رعاية الجميع وتلبية احتياجاتهم إلي أن ذهب العمر بها ومرضت فجأة وتوفيت فى عمر الخمسين من عمرها ،

 

وبعد مرور شهرين من وفاتها قامت أحدى صديقاتها المقربين بالإتصال بزوجها للإطمنان على أحوالهم وفى ذهنها صديقة عمرها وما كانت تقوم به من أعمال ومسؤوليات كثيرة للجميع إلى أخر أنفاسها وراوردها أفكار كثيرة بأن زوج صديقتها منهمك فى تلك المهام الكثيرة الشاقة المتعدده وماذا سيصنع

 

  لكنه لم يرد على الإتصال تواً وبعد مرور وقتٍ ما قام بالإتصال معتذراً عن عدم الرد حين ذاك لأنه كان مع أصدقائه يمارس الرياضة المفضله له  ، فتلعثمت كلماتها وسألته عن الأولاد ووالديه وأحوالهم قال لها أنه انتقل من عمله إلى عمل قريب من السكن وأنه قد عين مربية لتدير شؤون المنزل وقد عين مساعدة لقضاء حوائج والديه ورعايتهم وأن وضع المنزل أصبح مستقراً الحمد لله ،  

أنهت حديثها معه في بضع كلمات تكاد تخرج منها  على مضد وصورة صديقتها  تحاوطها وتشعر بها وتود أن تخبرها 

بأن * لا شيئ لا غنى عنه * أو بمعنى أدق كل شيء يمكنّ إستبداله أن أردنا ذلك  ..

 

فماذا لو كان فعل ذلك في حياتها ماداما مقتدرا 

ماذا لو تم تعين هؤلاء المساعدين ليخففوا الحمل عنها 

ماذا لو كان هناك شعور بها وبما كانت تتحمل وتعانى وتعمل فى صمت منتظره بعض التقدير الذى لم تحصل عليه فكان شعورها بأنها حق مكتسب للجميع دون حق مشروع لها ،

هى رحلت واستمر المنزل على مايرام ، 

 

الغاية أو بيت القصيد سيدى و سيدتي لا تجعل الأخر أولوية أو فى المرتبه الأولى وتهمل نفسك وتجافيها أو تكحفها حقها فإن لم ترعى و تُعزز نفسك  وتعتز وتعتنى بها وتقدرها وتُدللُها لم يعتني بها أو يقدرها  أحد ،

فجميل أن تعتني وتهتم وترعى الأخر ولكن الأجمل أن تعتني وتراعي نفسك أولا فهى أحق بالرعاية

 والأكثر جمالاً أن تجد من يعتني بك ويرعاك كما تعتني به وترعاه فكلكم راعي وكلكم مسؤولاً عن رعيته ..

خدعوك فقالوا سينهار المنزل بدونك

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار