دسوق تحتفل بالليلة الختامية لمولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي في أجواء روحانية آمنة
كفر الشيخ – الخميس 30 أكتوبر
كتب : عماد نويجى
في مدينة دسوق التي لا تنام هذه الأيام، اختلطت روائح البخور بصوت الذكر، وامتزجت دموع المحبين بابتسامات الباعة.
الليلة ختام مولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، والمدينة تعيش حالتها الخاصة التي لا تشبه أي مدينة أخرى.
منذ الصباح، تدفقت آلاف الأقدام إلى ساحة المسجد الإبراهيمي، رجال ونساء وأطفال جاءوا من محافظات بعيدة، بعضهم للتبرك، وبعضهم للبيع والشراء، وآخرون فقط ليستنشقوا شيئاً من البهجة في زمن يزداد قسوة.
الأمن حاضر بقوة لكنه في هدوء، يفرض النظام دون أن يخنق الروح، لتظهر الصورة النهائية بانضباط مريح وأجواء آمنة.
ورغم البهجة العامة، يبقى الجدل حاضراً؛ فهناك من يرى المولد بدعة أو شركاً بسبب ما يراه من طلب المدد من الشيخ الدسوقي، بينما يؤكد المريدون أن ما يفعلونه محبة في الله ولله، وأن الشيخ وسيلة ذكر لا وسيلة عبادة.
أما التجار، فلهم رأي آخر تماماً: “المولد موسم رزق وبركة، يحرّك السوق ويفرح الناس”، كما يقول عم “سيد”، أحد باعة الحلويات.
وفي شوارع دسوق التي امتلأت بالألوان والأنوار، تتجلى حقيقة المولد بعيداً عن التصنيفات؛ فهو فرح جماعي، وذاكرة صوفية، ومهرجان شعبي تتنفس فيه القلوب.
وفي نهاية الليلة، حين خفتت الأصوات وسكنت الدفوف، بقيت دسوق على حالها: مدينة تعرف كيف تجمع بين الدين والدنيا، بين الذكر والفرح، بين الجدال والمحبة.


