المقالات

دفاع القرآن عن الصحابة الكرام

جريده موطني

دفاع القرآن عن الصحابة الكرام

بقلم / محمــــد الدكـــروري

الأربعاء الموافق 25 أكتوبر

دفاع القرآن عن الصحابة الكرام

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إن من الشبهات في صلح الصحابي معاوية بن أبي سفيان مع الامام الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين وبيعة الحسن بن علي له واجتماع الطائفتين على بيعته حتى ادعى انصاره انه صار بذلك الصلح وتلك البيعة خليفة حق وإمام صدق وأنه واجب الطاعة على الكافة، والحق هو أن معاوية بن أبي سفيان متغلب بالسيف على الشوكة والحكم فاسق بوثوبه على مالا حق له فيه جائر في أحكامه مستحق بصنيعه المقت والعقاب الشديد كما وعد الله عزوجل وهو أول الملوك المتغلبين في الاسلام وأن تسليم الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما الأمر إليه غير مبرر له لانه لم يسلمه الإ مضطرا.

 

وذلك صونا لدماء المسلمين وآخذا بأخف الضررين وأهون الشرين علما منه أن معاوية بن أبي سفيان مصر على القتال وسفك الدماء فكان من رأيه تسليم الأمر وحقن دماء المسلمين وتحقق بذلك قول جده رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أن ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين” فالحسن رضي الله عنه مثاب بهذا الصلح مصيب فيه ومعاوية بن أبي سفيان مخطئ معاقب عليه ممقوت به ولا كرامه، وإن القرآن الكريم قد دافع عن الصحابة الكرام، فقد كانت بالتخفيف عنهم، وكان من أهم وسائل التخفيف هو إظهار أن هذا الأذى الذي يلقونه لم يكن فريدا من نوعه وإنما حدث قبل ذلك مثله، وأشد منه، وكان القصص الذي يتحدث عن حياة الرسل في القرآن الكريم من لدن أنبياء الله نوح، وإبراهيم، وموسى وعيسى عليهم السلام تثبيتا للمسلمين.

 

ولروح التضحية، والصبر فيهم من أجل الدين، وبين لهم القدوة الحسنة التي كانت في العصور القديمة فالقصص القرآني يحوي الكثير من العبر، والحكم، والأمثال، وكان أيضا من أساليب القرآن في تخفيفه عن الصحابة، والدفاع عنهم أسلوبه في مدحهم، ومدح أعمالهم في القرآن الكريم، يقرؤها الناس إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، كما حدث مع الصديق لما أعتق سبع رقاب من الصحابة لينقذهم من الأذى، والتعذيب، وفي الوقت نفسه يندد بأميَّة بن خلف، الذي كان يعذب بلال بن أبي رباح، فمن ولاية الله تنشأ الولاية لمن منحه الله إياها على العباد، وهنا تقع ولاية الرسل والأوصياء والأئمة، ومنها ولاية الرسول التي هي امتداد وفرع لولاية الله تعالى، وإن الصدق دليل الإيمان ولباسه، ولبه وروحه، كما أن الكذب بريد الكفر ونبته وروحه.

 

والسعادة دائرة مع الصدق والتصديق، والشقاوة، دائرة مع الكذب والتكذيب، فخلق الصدق من أعظم مقومات الدين والدنيا، فلا تصلح دنيا، ولا يقوم دين إلا بالصدق، والصدق والتصديق هو الرباط الوثيق بين الرسل ومن آمن بهم، ولعظمة الصدق ومكانته عند الله وعند المسلمين وعقلاء البشر، وصف الله تعالى نفسه بالصدق كما حكي أن هاربا لجأ إلى أحد الصالحين، وقال له أخفني عن طالبي، فقال له نم هنا، وألقى عليه حزمة من خوص، فلما جاء طالبوه وسألوه عنه، قال لهم هذا ذا تحت الخوص، فظنوا أنه يسخر منهم فتركوه، ونجا ببركة صدق الرجل الصالح، ومن ثمرات الصدق هو حسن العاقبة لأهله في الدنيا والآخرة، ومن ثمرات الصدق هو مراقبة الله سبحانه، ومن ثمرات الصدق هو الثناء على صاحبه في الملأ الأعلى، ومن ثمرات الصدق الثناء على أهله في الدنيا.دفاع القرآن عن الصحابة الكرام

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار