دكتور عبدالله أحمد ( السلوك العدواني لدى الرياضي )
متابعة نشوى شطا
نلاحظ ان السلوك العدواني لدى الرياضي يكون لعدة اسباب مهمة ويقول استشاري النفسي الرياضي أن منها ما يخص اللاعب ذاته وما يتعلق بشخصيته وما يحمله من انفعالات من التوتر والخوف والقلق والاحباط ومدى رضاه عن أداءه وذاته ومدى امكانياته البدنية والجسدية وايمانه بقدراته وفضلاً عن قدراته المهارية ومكانته في الملعب اضافة الى دور زملاءه والجمهور والمدرب لهم تأثير واضح ومهم .
ويضيف دكتور عبدالله أحمد هناك انشطة رياضية تشجع على العدوان المباشر مثل الملاكمة والمصارعة وكرة القدم و كرة السلة و كرة اليد ، وهناك أنشطة رياضية تتميز بالعدوان غير مباشر نحو المنافس , مثل الكرة الطائرة ، التنس في الضربة الساحقة ، حيث تحتوي هذه الانشطة الرياضية التي تسمح قواعدها وقوانينها بتوجيه الاستجابات العدوانية نحو المنافس ولكن بشكل غير مباشر .
ويشير استشاري النفسي الرياضي دكتور عبدالله أحمد ان السلوك العدواني في الرياضة في بعض الاحيان هو مهم لانه غير متعمد والهدف منه تحقيق نتيجة لصالح الفريق ويكون هنا تأثير ايجابي على نتيجة الفريق لان السلوك العدواني هنا وسيلة وليس غاية، أما اذا كان كحالة او هو الهدف منه ايذاء اللاعب بطريقة مباشرة وبصورة متعمدة وهذا يرجع الى عدة اسباب نتيجة للإحباط والتوتر والقلق والخوف من الفشل وعدم الرضا عن ذاته الجسدية والنفسية فيعبر عن ذلك عن طريق انفعالاته سلوكاً معين اتجاه الخصم بطريقة مباشرة او غير مباشرة .
ويشير دكتور عبدالله أحمد إلى أن هناك بعض الأسباب التي يمكن أن تدفع الفرد إلى السلوك العدواني في المجال الرياضي بالإضافة إلى ما سبق :
1- يزداد العدوان في المباريات التي يكون فيها الحكم غير كفء ، وخاصة عندما يعطي قرارات غير عادلة تثير شغب اللاعبين والجماهير .
2-التحيز الشديد لبعض اللاعبين يدفعهم إلى السلوك العدواني .
3- استفزاز الخصم أو الجماهير يثير السلوك العدواني .
4- عدم وجود مدرب نفسي رياضي لكل فريق يعد من الأسباب المباشرة لزيادة السلوك العدواني .
وبسؤاله هل هناك انواع للعدوان ؟
يجيب دكتور عبدالله أحمد يصنف العدوان الى التصنيفات التالية :-
اولا ً: العدوان البدني (الجسدي) :
وهو العدوان الذي يعبر عنه بنشاط بدني على شكل هجوم بقصد ايقاع الاذى والضرر بالاخرين او الاشياء.
ثانياً : العدوان اللفظي :
هذا النوع من العدوان هو اعتداء كلامي لا يؤدي الى ايذاء جسم الخصم , وانما يهدف الى استفزازه او الانتقاص من قيمته او الاستهزاء به او تحديه او اهانته باستعمال الالفاظ الجارحة .
ثالثاً : العدوان الرمزي :
هو عدوان تستعمل فيه الإيحاءات والاشارات الحركية ,بواسطة الفم او الراس او الرجلين او اي عضو اخر من الجسم .
رابعاً : العدوان التعبيري :
هو عدوان موجه نحو الذات وشعور الفرد بالرضا او المتعة نتيجة ضرب الاخرين وايذائهم .
ويضيف اما في المجال الرياضي
لقد قسم العدوان في المجال الرياضي الى :-
اولاً : العدوان العدائي :
هو السلوك الذي يحاول فيه الفرد إصابة كائن حي اخر لاحداث الالم و الاذى او المعاناة وهدفه التمتع والرضا ومشاهدة هذا الأذى نتيجة للسلوك العدواني
ثانياً : العدوان الوسيلي :
هو السلوك الذي يحاول في اصابة كائن حي اخر لاحداث الالم والاذى والمعاناة له بهدف الحصول على تعزيز او تدعيم خارجي كتشجيع الجمهور او اعجاب المدرب وليس بهدف التمتع والرضا بمشاهدة هذا الالم , ولهذا يكون السلوك العدواني هنا وسيلة لغاية معينة مثل الحصول على ثواب معين وان هذين النوعين السابقين من العدوان هما من نوع العدوان السلبي غير المرغوب فيه نظراً لان القصد منه ايذاء المنافس .
ثالثاً : السلوك العدواني الايجابي (السلوك الجازم ) :
وهو إظهار مقدرة وطاقة بدنية فائقة من اجل تحقيق الفوز والسلوك الجازم لا يقصد به الحاق الاذى بالاخرين فضلا عن عدم خروجه عن قوانين الرياضة الشخصية ومن امثلة ذلك تشتيت الكرة بقوة في كرة القدم .
ويختتم دكتور عبدالله حديثه إلى أنه يفضل أن يعمم وجود معد نفسي رياضي مدرب على درجة عالية لكل فريق رياضي سواء كانت هذه الألعاب فردية أو جماعية ، فوجود المعد النفسي الرياضي يعمل على تدريب اللاعبين على تنمية الثقة بالله والنفس وإزالة التوتر ويعمل على خفض السلوك العدواني وزيادة الدافعية في نفس الوقت
لأننا في هذه الفترة نتجاهل دور المعد النفسي الرياضي، وهذا يعد من العوامل الخاطئة التي يجب أن توضع موضع اهتمام ودراسة لتوضح أهمية عمل المعد النفسي الرياضي في مختلف الأندية والألعاب الرياضية مستقبلا .