الرئيسيةأخبار العالمذكرى تأسيس حماس تمر وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة
أخبار العالم

ذكرى تأسيس حماس تمر وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة

ذكرى تأسيس حماس تمر وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة

عبده الشربيني حمام

مرّت الذكرى الثامنة والثلاثون لتأسيس حركة حماس هذا العام في ظل ظروف استثنائية، طغى عليها واقع سياسي وأمني وإنساني بالغ الصعوبة، في وقت لا تزال فيه تداعيات الحرب على قطاع غزة تلقي بظلالها الثقيلة على الحركة وسكان القطاع على حد سواء.
وبدلًا من مظاهر الاحتفال التي رافقت مناسبات سابقة، جاءت الذكرى هذه المرة محدودة الحضور، في ظل حجم الدمار الواسع الذي لحق بغزة، والتحديات المتراكمة التي فرضتها الحرب، سواء على المستوى الإنساني أو على صعيد المشهد السياسي العام.
في قطاع غزة، أسفرت الحرب عن خسائر بشرية كبيرة، ونزوح مئات الآلاف من السكان، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية، شمل المنازل والمستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء. كما تفاقمت الأوضاع المعيشية مع نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، وتراجع قدرة النظام الصحي على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة، ما جعل الكلفة الإنسانية للحرب في صدارة المشهد.
وتشير تقارير دولية إلى أن سكان القطاع يواجهون واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية خلال العقود الأخيرة، في ظل استمرار القيود على إدخال المساعدات، وتأخر جهود إعادة الإعمار، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الحياة اليومية للسكان.
وتأتي هذه الذكرى أيضًا في وقت تواجه فيه حركة حماس تحديات سياسية وأمنية متزايدة، بعد خسائر طالت بنيتها التنظيمية وقدرتها على الحركة، إلى جانب تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية، وتراجع هامش المناورة السياسية في مرحلة ما بعد الحرب.
وعلى المستوى الداخلي، يبرز تحدٍ يتمثل في تراجع اهتمام قطاعات واسعة من الشارع الغزي بالخطاب السياسي، في ظل انشغال السكان بتأمين الاحتياجات الأساسية، والسعي إلى استعادة الحد الأدنى من مقومات الحياة، ما فتح باب التساؤلات حول مستقبل الدور السياسي للحركة في القطاع.
وفي ظل هذه المعطيات، تجد حماس نفسها أمام استحقاقات معقدة تتعلق بشكل حضورها السياسي، ودورها في مرحلة ما بعد الحرب، في وقت تتزايد فيه الأحاديث عن ترتيبات سياسية وأمنية جديدة لا تزال ملامحها قيد التشكل.
هكذا تمر ذكرى تأسيس حماس هذا العام دون مظاهر احتفالية تُذكر، في انعكاس واضح لحجم التحولات التي يشهدها قطاع غزة، وللكلفة الإنسانية الثقيلة التي خلّفتها الحرب، فيما تبقى الأنظار متجهة نحو المساعي الإقليمية والدولية الهادفة إلى تثبيت التهدئة، وتخفيف معاناة السكان، وفتح مسار يعالج تداعيات الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *