رجل جمع إمامة العلم مع إمامة الحفظ
رجل جمع إمامة العلم مع إمامة الحفظ
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي نزّل على عبده الفرقان ليكون للعالمين نذيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إنه كان بعباده خبيرا بصيرا،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فاللهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا،
ثم أما بعد نعيش مع صحابي جليل من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو من رواة الحديث النبوي الشريف وهو الصحابي الجليل أبو هريرة وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان إسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر فسميت في الإسلام عبد الرحمن وإنما كنوني بأبي هريرة لأني كنت أرعى غنما لأهلي.
وإذا أولاد هرة وحشية فجعلتها في كمي فلما رجعت عنهم سمعوا أصوات الهرة من حجري فقالوا ما هذا يا عبد شمس ؟ فقلت أولاد هرة وجدتها قالوا فأنت أبو هريرة فلزمتني بعد،
وقد ولد رضي الله عنه في بادية الحجاز في العام التاسع عشر قبل الهجرة، وأمه هي ميمونة بنت صبيح، وقد أسلم على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي،
وكان عمره حينما أسلم حوالي ست عشرة سنة، وشهد خيبر، ومنذ إسلامه لم يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربع سنوات وأصبح من أكثر الصحابة رواية لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتفرغ للعلم ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن من يتأمل مسار حياته رضي الله عنه، وينظر في إسلامه وطلبه للعلم.
يجد عجبا من العجب ويجد رجلا لا كالرجال، جمع إمامة العلم، مع إمامة الحفظ، مع إمامة الجهاد، والصدقة والصيام والقيام، و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع أن أبا هريرة رضي الله عنه،
أسلم متأخرا وما صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أربع سنوات فقط إلا أنه سبق فئاما أسلموا قبله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكان النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، يسميه أبا هر،
ويقول له “الذكر خير من الأنثى” رواه الحاكم، وأبو هريرة رضي الله عنه، حمل عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم علما كثيرا طيبا مباركا فيه لم يلحق في كثرته، حتى بلغ ما رواه من الأحاديث خمسة آلاف وثلاثَمائة وأربعة وسبعين حديثا، وروى عنه خلق كثير من الصحابة، والتابعين وحتى بلغ عدد أصحابه ثماني مائة.
كلهم يغرفون من بحره، ويردون حوضه، وقد دعته السيده عائشة أم المؤمنين يوما فقالت له “يا أبا هريرة، ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنك تحدّث بها، عن النبي صلى الله عليه وسلم هل سمعت إلا ما سمعنا؟ وهل رأيت إلا ما رأينا؟
“ فقال لها ” يا أمّاه، إنه كان يشغلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرآة والمكحلة والتصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني والله ما كان يشغلني عنه شيء” رواه الحاكم، فاللهم انصر إخواننا المستضعفين،
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين وسائر الأرض يا رب العالمين، اللهم كن معهم، اللهم أبرئ جريحهم، واشف مريضهم، وحمل حافيهم، وآو طريدهم وشريدهم، وارحم ميتهم، اللهم إنك تعلم ما يلاقون وأنت القوي، وأنت على كل شيء قدير فانصرهم،
وسدد رميهم وثبت أقدامهم، وأعنهم ولا تعن عليهم، اللهم ابطش بالظالمين، واقصم ظهور الجبارين، اللهم إنا نسألك يوما قريبا تأتنا به بالفرج يا رب العالمين، اللهم فرج عن أمة محمد صلي الله عليه وسلم اللهم انصر دينك وكتابك وسنة رسولك صلي الله عليه وسلم.