رحلة كفاح وإصرار: قصة الحاجة أم عمار في الأنبار

ساهرة رشيد / العراق
في لحظة حزن عميقة، ودّعت مدينة الرمادي إحدى نسائها الاستثنائيات، الحاجة أم عمار، سيدة الأعمال التي ارتبط اسمها بالكفاح والعمل الخيري، وترك رحيلها فراغًا واضحًا في ذاكرة المدينة وأهلها.
لم تكن الحاجة أم عمار مجرد صاحبة مشروع تجاري، بل كانت نموذجًا للمرأة المثابرة التي بدأت من أبسط الإمكانيات، لتصنع بجهدها وإصرارها قصة نجاح لافتة، تُوِّجت بتحويل عملها التجاري المتواضع إلى أكبر مجمع تسويقي في الرمادي، وافتتاح أول مول تجاري في المدينة حمل اسمها، ليصبح علامة فارقة في المشهد الاقتصادي المحلي.
حفرت الراحلة اسمها في ذاكرة الأنبار ليس بحجم مشاريعها فحسب، بل بأثرها الإنساني العميق، إذ ساهمت من خلال أعمالها التجارية في توفير مئات فرص العمل لأبناء المدينة، وأعانت الكثيرين على تجاوز مصاعب الحياة، ممتدًا عطاؤها من السوق إلى ميادين الخير والعمل الإنساني.
وعُرفت الحاجة أم عمار بسيرتها الطيبة، وتواضعها، وتعاملها الكريم مع أهالي المنطقة وزبائنها، ما جعلها من الوجوه المألوفة والمؤثرة في المجتمع الأنبارِي، واسمًا يُذكر باحترام ومحبة.
برحيلها، تخسر الرمادي امرأة صنعت النجاح بصمت، ووهبت من جهدها ووقتها للمدينة وأهلها، تاركة إرثًا من العمل والعطاء سيبقى حاضرًا في القلوب قبل الذاكرة.

