الرئيسيةمقالاترسائل قلب طيب
مقالات

رسائل قلب طيب

رسائل قلب طيب
✍️ احمد صالح
🇪🇬 مصر 🇪🇬

أن يكون الإنسان صالحًا لا يعني أن
تكون مشاعره صفاءً دائمًا لا تعكره لحظة ضيق ولا يمر به غضب أو حزن أو نفور
الصلاح لا يلغي الإنسانية ولا يحوّل القلب إلى مساحة بيضاء خالية من التناقضات فالإنسان بطبيعته يحمل في داخله طيفًا واسعًا من المشاعر منها ما يريح ومنها ما يثقل ومنها ما نحب الاعتراف به ومنها ما نخجل من وجوده
في داخل كل إنسان صراع صامت لا يراه الآخرون صراع بين رغبة في الخير ونزعة إلى الدفاع عن النفس ، بين التسامح والقسوة بين الحلم والغضب الإنسان الصالح لا يخلو من الغضب لكنه يعرف كيف لا يظلم به
لا يخلو من الحسد لكنه لا يسمح له أن يتحول إلى أذى
لا يخلو من الحزن، لكنه لا يجعله سببًا للقسوة
الصلاح ليس غياب هذه المشاعر بل الوعي بها ، وضبطها وعدم تركها تقود السلوك إلى ما يجرح الآخرين أو يجرح النفس
كثيرًا ما نحمّل الصالحين صورة مثالية قاسية نطلب منهم أن يكونوا دائمًا لطفاء ، متسامحين مبتسمين وكأنهم لا يتألمون ولا يتعبون
ننسى أن أكثر القلوب طيبة هي أكثرها حساسية
وأن من يسعى للخير قد يتعب أكثر من غيره
لأنه يحاسب نفسه باستمرار..
وجود المشاعر السلبية لا ينفي النية الصادقة
ولا يمحو الأعمال الطيبة..
بل إن مقاومة هذه المشاعر ومجاهدة النفس أمامها هي في حد ذاتها فعل خير فالصراع الداخلي بين الخير والشر هو دليل وعي ودليل أن الإنسان لم يستسلم لأسوأ ما فيه
الإنسان الصالح قد يضعف أحيانًا ، وقد يخطئ وقد يتردد لكنه يعود
يعود لأنه يعرف الطريق ويعرف الفرق بين ما يشعر به وما يجب أن يفعله
لا يبرر أذاه ولا يقدّس ضعفه بل يحاول أن يكون أفضل مرة بعد مرة
الخير ليس حالة ثابتة نصل إليها ونرتاح بل اختيار متكرر يتجدد كل يوم وسط ضغوط الحياة وتقلباتها
والإنسان الذي يعترف بصراعه الداخلي هو أقرب إلى الصدق ممن يدّعي الكمال
في النهاية الصلاح ليس أن نكون بلا شوائب بل أن نكون واعين بها صادقين مع أنفسنا حريصين على ألا نسمح للشر العابر في داخلنا أن يصبح سلوكًا دائمًا
أن نخطئ ونتعلم أن نشعر ونتحكم أن نضعف وننهض تلك هي إنسانيتنا
وتلك هي المعركة الهادئة التي يخوضها كل قلب حي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *