رسالة إلى العالم الآخر
رسالة إلى العالم الآخر
كان من المفترض أن تكوني حاضرة ،
حتى أقول لكِ : كل عام وانتِ بخير.
وحتى أختار لكِ الوردة التي
تليق بشعرك .
لكنك رحلت ولم تنتظري وردتي
أو حتى قبلتي .
قلتُ أسأل:
هل يحقُّ لي أن أكتبَ إليك ؟
يا أنتِ إنني أفتقدكِ جداً
وأشتاق حديثي معك .
أتعبني الوقتُ وتاه بيَ الزمن
والأيام أوجعتني.
لم أجد احداً لأذهبَ إليه
يا أنتِ أيحقُّ لي أن أبكيك؟
وأنا ما بكيت أحداً من قبلك
ولن أبكي أحداً بعدك .
أيحقُّ لي أن أُخبركِ
بأني أحتفظُ بصورتك في محفظتي
وفي هاتفي وقلبي ؟
أيحقُّ لي أن أخبرك
بأن ضحكتك تدوِّي في مسامعي
كلما مرَّ طيفك
وبأني أحفظ طريقة مشيتك
وأسلوب كلامك في كل شيء.
يا أنتِ تعالي نمرُّ على احزاننا بضحكةٍ
ومشاكلنا بنقاشٍ ينتهي ” ب على الله “
وتطلعاتنا للمستقبل :
” بأنا وأنت والزمن طويل “
تعالي ننهي وجبة عشاء
وتحلية مساء.
يا أنتِ أتذكرين آخر اتصال بيننا ؟
وآخر ردودك وآخر وعودك أيضا ؟
يا أنتِ سأخبرك عن آخر وعدٍ
قطعناه لبعض :
” لنا لقاء قريب إن شاء الله “
وعدٌ بلا موعد وهذه حال الدنيا.
لم أجدك بعد تلك المحادثة
لم تأتني إلى ذاك الموعد
ولم أعد أرغب بالكتابة عنك أكثر
فأنت رحلتِ أسرع مما كنت أتصوَّر.
ذهبتِ على حين غرَّة
بلا تنبيه أو وداع
أو حتى إشارة لذلك .
يا أنت أتدرينَ أني فقط أمنِّي نفسي
بأنك في جنة الخلد
وهذا الشيء الوحيد
الذي يجعلني أبتسم
بعد أن تغرق عيناي بالدموع
ويحنُّ قلبي ولا سبيل إليك إلا الدعاء .
يا أنتِ اعلمي
بأنني أفتقدك جداً
وبأنني أدعو الله ربي
أن يجمعني بك
والملتقى في الفردوس الأعلى
إن شاء الله
أنور مغنية 30 03 2023