رسول الله الأب الحنون
لقد كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الأب الحنون للجميع، فقد قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه، رأيت الحسن والحسين رضى الله عنهما على عاتقي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت نعم الفرس تحتكما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ونعم الفارسان هما” وكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يصف عبدالله وعبيدالله وابن عباس رضي الله عنهم ثم يقول “من سبق إلى، فله كذا وكذا” قال فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلتزم رفع عبدالله بن عباس على دابته، وأخذ يمسح على رأس ثلاثا كلما مسح قال ” اللهم اخلف جعفرا في ولده” وكما كان تعامل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مع ابنته رضي الله عنها، فكان صلى الله عليه وسلم إذا رآها وقد أقبلت، رحب بها،
ثم قام إليها، فقبلها، ثم أخذ بيدها، فجاء بها حتى يجلسها في مكانه، وكانت إذا أتاها النبي صلى الله عليه وسلم رجعت به، ثم قامت إليه، فقبلته، وإنها إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه، فأسرّ اليها بحديث، ثم أسر إليها بحديث آخر، فضحكت، ولما سألتها السيدة عائشة رضي الله عنها عما أسر النبي صلى الله عليه وسلم إليها، رفضت، ولما توفي قالت إنه صلى الله عليه وسلم قال لها إني ميت، فبكت ثم أسرّ إليها، فقال صلى الله عليه وسلم “إنك أول أهلي لحوقا بي، فسُرّت بذلك ” ومع ذلك كله فكان صلي الله عليه وسلم لا يتهاون في أمر العبادة أو الشرع، فروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله.
إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه فقال “هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم، قال “فأجب” رواه مسلم، وقال ابن قدامة وإذا لم يرخص للأعمى الذي لم يجد قائدا له، فغيره أولى، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال مَن سرّه أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم، سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة،
ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرّجلين حتى يقام في الصف” رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَن سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له، إلا من عذر” رواه ابن ماجه، وقال الإمام الشافعي رحمه الله “لا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر” وقال الإمام ابن كثير عند كلامه على صلاة الخوف، كما جاء في سورة النساء، وما أحسن ما استدل به من ذهب إلى وجوب الجماعة من هذه الآية الكريمة حيث اغتفرت أفعال كثيرة لأجل الجماعة، فلولا أنها واجبة لما ساغ ذلك، فإن قول المؤذن عند النداء للصلاة المفروضة الله أكبر، الله أكبر، يعني أن الله تعالى أكبر من المال والأهل والولد، وأنه سبحانه أكبر من كل شيء.رسول الله الأب الحنون