رغاوي صابون
بقلم: خالد محمد الحميلي
أنتم لا تُخطئون، أنتم طبيعتكم هكذا:
تظهرون كثيرًا، تتكلمون أكثر، تعدون بلا حساب، وتختفون عند أول اختبار حقيقي.
كل ما تقدمونه ضجيج، وكل ما تتركونه فراغ.تعيشون على المظهر لا الجوهر،
على الكلام لا الفعل،على اللحظة لا الاستمرار.وحين تُطالبون بالثبات، بالمسؤولية، بالوقوف الحقيقي… تنفجرون وتزولون.تعتقدون أن كثرة الظهور قوة،وأن رفع الصوت تأثير،
لكن الحقيقة القاسية:من لا يثبت، لا يُحسب.أنتم لا تُبنى بكم بيوت،
ولا تُخاض بكم معارك،ولا يُؤمَن بكم وقت الشدة.وجودكم لا يُطمئن، وغيابكم لا يُفتقد.الحياة لا تحفظ أسماءكم،
ولا الذاكرة تحتفظ بكم،لأنكم ببساطة… لم تكونوا يومًا شيئًا ثابتًا يُتذكَر.
رغاوي الصابون جميلة للحظة،لكنها لا تُعوَّل عليها،ولا يُبنى عليها شيء.
