
رغم التصعيد مع إيران.. إسرائيل تواصل عملياتها في الضفة الغربية
عبده الشربيني حمام
في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، واصلت القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات أمنية وعسكرية في مناطق متعددة من الضفة الغربية، في ما تعتبره حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة جهداً موازياً لمواجهة التهديدات الأمنية على أكثر من جبهة.
وأفاد مركز الإعلام الفلسطيني، يوم الجمعة، بوقوع اشتباك مسلح في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية، بين مسلحين فلسطينيين وقوات إسرائيلية، حيث تم استهداف آلية عسكرية بعبوة محلية الصنع، دون صدور بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي بشأن الحادثة.
وفي سياق متصل، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ146 على التوالي، وفي مخيم نور شمس المجاور لليوم الـ133، وسط تصاعد في وتيرة عمليات الهدم وفرض حصار عسكري مشدد على المنطقة.
وأسفرت العمليات العسكرية المتواصلة، وفق مصادر محلية، عن تهجير آلاف الفلسطينيين من المخيمات، وسط تحذيرات أطلقتها منظمات دولية بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية. ودعت الأمم المتحدة إلى ضرورة حماية المدنيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية، لا سيما أولئك الذين فقدوا منازلهم.
وتأتي هذه التطورات في وقت تنشغل فيه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بجبهة عسكرية أخرى مفتوحة مع إيران، ما يسلط الضوء على سياسة إسرائيل في إدارة التهديدات المتزامنة، رغم الدعوات الدولية لوقف التصعيد وتغليب المسارات الدبلوماسية.
ويعرب الفلسطينييون في الضفة الغربية عن خشيتهم من استمرار هذه العمليات لأسابيع قادمة، في ظل مخاوف من تكرار سيناريو الدمار واسع النطاق الذي شهده قطاع غزة، وتحديداً في مخيمات جباليا وخان يونس، خلال الشهور الماضية.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن رئيس مجلس “يشع” للمستوطنات في الضفة الغربية، دعوته للحكومة الإسرائيلية إلى “تطبيق التكتيكات المتبعة في غزة” على مناطق الضفة، بهدف “تفكيك البنية التحتية الإرهابية الممولة من إيران”، وفق تعبيره.
من جهتها، تبرر إسرائيل هذه العمليات بوجود نشاط متزايد للفصائل المسلحة الفلسطينية في الضفة الغربية، مدعوم – بحسب الرواية الإسرائيلية – من إيران. وتعتبر تل أبيب ذلك تهديداً مباشراً يستدعي ما تصفه بـ”العمليات الاستباقية” لتفكيك البنى التحتية المسلحة ومنع إعادة تموضعها.
لكن على الجانب الآخر، عبّر ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم من تصاعد المواجهات، داعين الفصائل إلى تجنب إعطاء ذرائع إضافية للجيش الإسرائيلي لتوسيع عملياته داخل المدن والمخيمات. كما طالب آخرون بتركيز الجهود على المسارات السياسية والقانونية التي تتبناها السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية، بهدف الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد.