الرئيسيةاخباررمسيس الثاني ليس فرعون موسى.. الحقيقة بين النص القرآني والادعاء التوراتي
اخبار

رمسيس الثاني ليس فرعون موسى.. الحقيقة بين النص القرآني والادعاء التوراتي

رمسيس الثاني ليس فرعون موسى.. الحقيقة بين النص القرآني والادعاء التوراتي

رمسيس الثاني ليس فرعون موسى.. الحقيقة بين النص القرآني والادعاء التوراتي

كتب: عماد نويجي

 جاءت فكرة مقال اليوم عندما شاهدت تناقل صفحات الفيس القبض على مصرى تعمد قراءة آيه فرعون فى فيديو أمام تمثال رمسيس بالمتحف الكبير 

 

منذ قرونٍ طويلة، تتناقل الألسن رواية يهودية تزعم أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى عليه السلام، حتى أصبحت هذه الفرضية تُردّد في بعض الكتب والدراسات دون تدبّرٍ أو تمحيص. وللأسف، انساق وراءها كثيرون بسطحية، متناسين أن القرآن الكريم — وهو المصدر الأصدق والأدق في عرض الحقائق التاريخية — قدّم لنا ما يدحض هذا الزعم بوضوح.

 

فإذا تأملنا آيات سورة القصص، نجد أن قصة التقاط موسى عليه السلام بدأت بقول الله تعالى على لسان امرأة فرعون آسية:

 

«قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ»

(القصص: 9)

 

هذه الآية الكريمة تحمل مفتاحًا لغويًا وتاريخيًا بالغ الأهمية.

فقولها: «عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا» يدل على أن فرعون نفسه كان بلا ولد في ذلك الوقت، وإلا لما كان هناك معنى لرجائها أن ينفعهما أو يتخذانه ولدًا. كما أن الآية تؤكد أن الدافع وراء تبني موسى لم يكن شفقة أمٍّ على طفلٍ غريب فحسب، بل رغبة في أن يكون لهما وريثًا، وهو ما يتعارض تمامًا مع سيرة رمسيس الثاني الذي عُرف بكثرة نسله، إذ بلغ عدد أبنائه — وفق النقوش المصرية القديمة — ما بين 48 إلى 50 ابنًا، و40 إلى 53 ابنة!

 

فكيف يعقل أن يكون هذا الملك الملقب بـ “رمسيس العظيم”، الذي تزخر جدران معابده بصور أولاده وأحفاده، هو ذاته الفرعون الذي تتحدث عنه امرأة تقول “عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا”؟

 

المنطق والقرآن معًا ينفيان هذا الربط المفتعل الذي أراد اليهود من خلاله تثبيت سردية توراتية زائفة تنسب مجد التاريخ المصري إلى شخصياتهم المختلقة.

 

لقد آن الأوان أن نقرأ التاريخ بعين الباحث المتدبر لا المردد، وأن نفرّق بين الرواية التي صنعها البشر والرواية التي أثبتها كلام الله الحق.

 

إن أخطر ما يواجه العقل العربي اليوم ليس قلة المعلومات، بل غياب التدبر، فبعض من يردد هذه المزاعم لا يملك سوى السمع دون فكر، ولا يستخدم الميزان الذي ميز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات: العقل.

 

فالتاريخ لا يُقرأ بالهوى، بل بالبرهان، ومن أراد الحقيقة فليبدأ من القرآن الكريم قبل أن يصدق روايات خصومه.

رمسيس الثاني ليس فرعون موسى.. الحقيقة بين النص القرآني والادعاء التوراتي

رمسيس الثاني ليس فرعون موسى.. الحقيقة بين النص القرآني والادعاء التوراتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *