سألها كيف استطعتي البعد عني
بقلم الكاتبة : سلوى عبدالكريم
فأجابت وتكسوا ملامحها إبتسامة ساخرة : أنت الذي جعلت البعد سهلاً
عندما رأيت نفسي كلما خفضت لك الجناح ازداد إعتلاء الكبر منك والبعد عني
وقد عودتها على الخوف منك والقلق والتوتر من وجودك بالقرب مني
ووجدت نفسي إستصاغت تقرارك كسر خاطري دون رأفة منك ولا تأني
كنت أبذل قصارى جهدي للمحافظة عليك بجوارى وكلما حاولت اجتزابك ابتعدت أكثر عني
ووجدت قلبي فاض بالإحتواء عليك فسلبت الدفئ مني
وكنت لك متكأً وسندا فأرخت يداكّ عنى
عندما أهديتك الصعود فأهديتني السقوط ومنحتك الإكتساء فمنحتني التعري
ورويتك بمعسول الكلمات بالحب والأشواق والهمسات فجعلتني ظمأ عطشى مثل الصحاري الجدباء ولم تصُني
وأنا التى جعلت من أحلامك أجمل واقع دون وعود دون عهود وجعلت واقعي أوهام وخيال وتمني
و ملئتك بالقوة والثقة والثبات وزرعت داخلي الرهبه منك وجعلتني هشه وسط رياح غدرك قشه
كنت في قلبي الكل و قبل الكل في المكانه والغلاوة وكنت عندك بعد الكل لا وجود ولا طيف يراودُك عني
عشت وجملت عيوبك في عيوني وعيونك شافت مميزاتي عيوب وسخرت وتفهت مني
وشعرت بإنهزام قلبي وتذكرت كم عدد المرات التى كانت جوارحي تستغيث بك أن تترأف بها وتحنو عليها وتشعرها بالحب بالود بالمؤانسة بالمجالسة بكلمة حب تتسلل إلى مسامعي لكنك بخيل المشاعر بارد الإحساس تؤثر الهجر الطويل والصمت المتلاحق حتى غابت شمسى داخلي وشعرت بعجز قلبي والسقم فكان
سهلاً بعدك عني
كنت أصرخ أبكي أشكي وتحسبُني أعزف وأرقص وأغني فكان سهلاً بعدك عني
حتى تلاشت من بيننا الألفة وتعاظمت الكلفة والغربة وأنقطع الوصل بينا فكان سهلاً بعدك عني
فاستمرار القساوة يجعل البعد سهلاً
رد الفعل الجارح على فعل هين يجعل البعد سهلاً
الغضب الغير مبرر والهجر المتواصل لأتفه الأسباب وكأنك تربي الذي معك يجعل البعد سهلاً
إحساس إن وجودى مش فارق واستمتاعك بالوقت من غيري أجمل يجعل البعد سهلاً
عدم وضعي فى حسبة الأولاويات ودايما مركونه فى خانة الإحطياتى يجعل البعد سهلاً
تقرار نفس المواقف القاتلة والتى تشعرني بالخذلان كفيلة أن تجعل البعد سهلاً
ولهذا استطعت البعد عنك .. شكرا انك جعلت البعد سهلاً