الرئيسيةاخبارروسيا تنهى شراكتها الاستراتيجية مع فنزويلا
اخبار

روسيا تنهى شراكتها الاستراتيجية مع فنزويلا

روسيا تنهى شراكتها الاستراتيجية مع فنزويلا

بقلم: أيمن بحر

فى تطور لافت على الساحة الدولية أعلنت موسكو رسميًا إنهاء شراكتها الاستراتيجية طويلة الأمد مع فنزويلا فى خطوة تعكس تحولات جديدة فى السياسة الخارجية الروسية فى ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد.

الخلفية: تحالف استراتيجى دام عقودًا

على مدار العقدين الماضيين، شكلت العلاقات بين روسيا وفنزويلا أحد أبرز ملامح التوازن الجيوسياسي في أمريكا اللاتينية. فمنذ عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز، توطدت الروابط بين البلدين، حيث دعمت موسكو كراكاس سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، في مواجهة النفوذ الأميركي المتزايد في المنطقة.

ووقّع البلدان العديد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة، الدفاع، والبنية التحتية. وشكل التعاون فى مجال النفط والغاز حجر الأساس لهذا التحالف، خاصة عبر شركتى روسنفت الروسية وPDVSA الفنزويلية.

الأسباب والدوافع: ضغوط داخلية وخارجية

تشير مصادر مطلعة إلى أن القرار الروسي جاء على خلفية عدة عوامل متراكمة، أبرزها:

الأعباء الاقتصادية المتزايدة التي تتحملها روسيا جراء العقوبات الغربية بعد غزو أوكرانيا، ما دفع الكرملين إلى إعادة النظر في تحالفاته الخارجية غير ذات العائد الفوري.

فشل المشاريع الاستثمارية في فنزويلا بسبب الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعصف بالبلاد، مما أدى إلى خسائر ملموسة للشركات الروسية العاملة هناك.

التحول في أولويات السياسة الخارجية الروسية التي تركز الآن بشكل متزايد على آسيا والشرق الأوسط، مع تقليص النفوذ في أمريكا اللاتينية.

تداعيات القرار

إن إنهاء هذه الشراكة يترك فنزويلا في موقف أكثر عزلة على الساحة الدولية، خصوصًا في ظل تدهور علاقاتها مع الغرب، واستمرار العقوبات الأميركية والأوروبية. ويثير القرار أيضًا تساؤلات حول قدرة كراكاس على الصمود اقتصاديًا من دون الدعم الروسي.

أما بالنسبة لروسيا، فإن هذه الخطوة قد تمثل محاولة لتقليص التزاماتها الخارجية وتوجيه مواردها نحو جبهات أكثر أهمية استراتيجيًا في المرحلة الراهنة.

مستقبل العلاقات

ورغم الإعلان عن إنهاء الشراكة الاستراتيجية، لم تُغلق الأبواب نهائيًا أمام التعاون بين موسكو وكراكاس، إذ أبقت الخارجية الروسية على إمكانية إعادة تقييم العلاقة مستقبلًا وفقًا للمعطيات الجديدة”، في إشارة إلى احتمال استئناف التعاون في حال تغيرت الظروف السياسية والاقتصادية.

ختامًا

يمثل هذا القرار تحولًا واضحًا في توجهات موسكو الخارجية، ويعكس واقعًا جديدًا في العلاقات الدولية، حيث أصبحت المصالح الاقتصادية والضغوط الجيوسياسية تُعيد تشكيل التحالفات القديمة وتُنتج خرائط نفوذ جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *