شريط الاخبار

( وجود الله في بيتك أهم بكثير من وجودك في بيت الله ))

جريدة موطني

(( وجود الله في بيتك أهم بكثير من وجودك في بيت الله ))

بقلم: مارينا أراكيليان أرابيان

بمعنى أخر لا يكفي أن تتعرف على قوانين الله أو العلم بها فقط، يجب أن تؤمن بها وتعمل بها وتكون ظاهرة بتصرفاتنا. هنا أقصد بكلمة الله.. المحبة، الدين، والأعمال الصالحة وكل ما أمرَ بهِ الربّ من خير وعطاء وإنسانية.
إن الذين يذهبون الى بيت الله للصلاة سواء كانت كنيسة أو مسجد أو معبد أو أي دور عبادة أخرى يكونون أمام الناس ملتزمين هذا الظاهر للجميع، ولكن الأصل أن يكون التزامك حقيقي بوجودك في بيت الله أو غيره. الأصل يظهر الدين في معاملتك لأهلك وأصدقائك وجيرانك، ليس كل من ذهب إلى بيت الله يعرف الله، ولكن الذي يُصلي مُختبئاً في بيته لا يراه الجميع لكن الربّ وحده يراه وهو الأهم من الجميع.

للأسف أغلب الناس هذه الأيام تتجمل وتتظاهر والكلام ليس مخصوص بالصلاة فقط، قد يُصلي الانسان في بيته من باب العادة يجب أن يظهر الإيمان في جميع أمور حياته. يُمكن الابنُ يُصلي ليُرضي أُمهُ، يمكن الزوجة تُصلي بناءً على طلب زوجها، ومن الممكن هو الزوج يُصلي لكي يظهر بهذا المظهر الكبير أمام عائلته وهو رب الأسرة، الموضوع أوسع من هذا بكثير. هناك بعض الناس يذهبون الى الكنيسة يوم الأحد لأن والده كان يفعل ذلك أو لأن صديقته أو صديقه ملتزم بالذهاب للكنيسة في كل أحد، وكذلك الحال بالنسبة للمسلمين، أن الذي يذهب للجامع، يذهب فقط لِكيّ يري أهل الحَيّ إنه ذهب ولا تتكاثر الألسنة عليه بأن فُلانٌ لم يأتِ إلى الجامع وعندما تُتابِع حياته ترى أنه ظالم في بيته ومع أهلهِ وليس صادق في تعاملاته ..

إذاً وجود الله في بيتك المقصود به.. الإيمان الكامل بالله وقوانينه وتشريعاته وليس بالسجود والدعاء فقط ولكن في كل نواحي الحياة من تعامل وحركة وصوت وتصرف في كل نفس شهقة وزفير فينا. الإنسانية في داخلنا من الله، خُلقنا بالفِطرة ولكن الشرائع والرُسُّل بعثوا ليذكرونا بالعودة إلى أصلنا الذي خَلقنا عليه الربّ. نحن الآن في تلاهي الدُنيا فالربُّ لم يَخلقنا ليُعَذِّبنا وكل هذا من فعل الشيطان. في الأصل كُلنا مؤمنين بالله نحن أبناء آدم عليه السلام وأشرف ما خلق الله ولا شك له حكمة فى تمرد الشيطان، ونزول أبانا آدم وأمنا حواء إلى الأرض.
العاقل منا يجب أن يفهم ويعرف بأن الدُنيا مرحلة صغيرة جداً تكاد لا تُذكر في عمر الزمان سنرجع لأصلنا، نحن خير خلق الله نحن البشر.
إذا أردت أن تعرف الله فأنظر من حولك الى عظمة الخالق في كل شئ أمامك وفَكَّر سوف تعلم أنكَ أمام خالق عظيم جبار لا مثيل له في الكون.
فأنظر حولك من هو الله..؟
أنا اعيش حاليا في منطقة Glendale تابعه لولاية California إحدى ولايات أميركا، وأميركا دولة من ضمن من 197 دولة معترف فيها على هذه الارض. والأرض كوكب من 9 كواكب يدورون حول الشمس. تحتاج الأرض ل 365 يوم لتكمل دورتها حول الشمس بمعنى سنه كاملة، ويحتاج كوكب بلوتو 90800 يوم ليتم دورة واحدة حول الشمس أي يحتاج 249 سنه تقريباً.
حجم كوكب المشتري يعادل 1300 كرة أرضية، أي أنه يتسع ل 1300 كوكب مثل كوكب الأرض الذي نعيش عليه. والشمس تتسع ل 1000 كوكب بحجم كوكب المشتري، بمعنى أن الشمس تتسع ل مليون و300 الف (1,300,000 ) كرة بحجم كوكب الأرض.

والشمس التي نعرفها تعد نجم من ملايين النجوم في هذا الكون. الشمس موجودة في مجرة تسمى درب التبانة ويوجد فيها نجم إسمه (في واي) ( الكلب الأكبر ) VY Canis Majoris, هو عملاق أحمر فائق هو من أكبر النجوم المعروفة للإنسان ويعتبر أحد أكثر النجوم إشعاعا. يقع ضمن كوكبة الكلب الأكبر ويبعد عن الأرض 3900 سنة ضوئية (1.2 فرسخ فلكي)، وهو أكبر من الشمس بمليار مرة ويبعد عن الشمس 4900 سنة ضوئية، أي أنه ينتمي إلى مجرتنا مجرة درب التبانة، وهذه المجرة تعد واحدة من ملايين المجرات في هذا الكون، وكل هذا من خلق الله …!!

هل عرفت من هو الله؟ وهل عرفت ما حولك..؟

سبحانك ربي ما أعظمك، أعبدك وأشكرك، بأي ديانة كنت مسيحي، يهودي، مسلم أو أي ديانة أخرى المهم أن تعرف الله.
وأن من أروع الأشياء أن تفكر في عظمة الخالق الربّ، مَنْ جعل الكل أن يعمل؟ مَنْ أمَرَ القلب أن ينبض؟ هو مِلكُكَ صحيح ولكن ليس بقرار مِنكَ يسري الدم بالعروق، هناك خالق عظيم يشرف على كل ذلك.
ولا تنسى كل شيئ مدبر من عند الله فهو يعرف كل ذرة غبار أين سوف تستقر. الربّ الذي قهر العِباد بالموت، مَنْ مِنّا يعلم متى سوف يموت؟
ملك، وزير، أم ملياردير كنت، لا أحد يعلم سوى الله.

يُمكنُ أن تراني بنظرك أنني إنسانة مثالية في كل شئ ولكنني إنسانة عادية جدا ولي أخطائى وتقصيري في أمور حياتي الإجتماعية وأمورى الدينية، ولكن عندما أكتُب هذا الكلام أطمأنُ وأحِسُّ أن الله يُحِبَّني
يبقى هناك ذرة طيبة في داخلنا والفاهم منا يجب أن يُنَميها ويُكَبِرها ويَخرِجُها للعَلن لكي يكون الربّ في كل مكان فينا يُعَلِّمُنا ويُرشِدُنا ويُسامِحُنا ويَغفِرُ لنا وندعوه من قلوبنا وأرواحنا بالصلاة والإيمان
في كل وقت وزمان وفى أي مكان.

بقلمي
Marina Arakelian Arabian

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار