قال تعالى إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون صدق الله العظيم
لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي كما كانت في بداياتها وسيلة للتقارب والمعرفة وبث الخير بل أصبحت ساحة مفتوحة لهتك الستر وتشويه السمعة ونشر الفضائح أصبحت الشهرة أغلى من الكرامة والبحث عن التريند أهم من قول الحق والمتابعة عند البعض أثمن من الأخلاق
نعيش زمنا قاسيا تنتهك فيه حرمات البيوت أمام الجميع ويُهاجم فيه العلماء ويُسخر من النساء ويُشوه الشباب بلا رحمة وكأننا في حرب بلا سلاح ظاهر لكنها تقتل ببطء حرب إلكترونية بلا ضمير ولا وعي بخطورة الكلمة ولا ذنب الذي يُرمى ظلما في بحر الشائعات
لقد نسينا أن الكلمة أمانة وأن الله تعالى قال ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد لكننا اليوم نكتب دون تفكير ونشارك دون تحقق وندين قبل أن نفهم وكأننا فقدنا الاتجاه بين الحق والباطل وبين النصيحة الصادقة والفضيحة القاسية
أصبحت السوشيال ميديا مرآة تعكس أمراض مجتمع امتلأ غضبا وفراغا يبحث عن الإثارة أكثر من البناء وعن التشهير أكثر من الإصلاح ولا علاج لذلك إلا أن يبدأ كل واحد منا بنفسه لا تشارك في فضيحة لا تفرح بسقوط أحد لا تكتب ما تخجل أن يُعرض أمام الله يوم القيامة فكم من أناس غابت أجسادهم وبقيت فضائحهم تطاردهم على الشاشات
إنها معركة القيم في زمن اللا قيم فاختر لنفسك موقعك إما أن تكون من المصلحين أو من الذين يشعلون النار
