زينب والمُعَلَّقة
زينب والمُعَلَّقة
بقلمي أنور مغنية
في السنة الجديدة
أكتب لأعايدك حبيبتي
وأذكرك وفي الذكرى وفاءُ.
أزينبَ مهلاً ، إني لا أفرحُ
ولا بقايايا لها عزاءُ.
ما الذي باحت به عيناك؟
إن بعضاً من بوح العيون إغراءُ
ما الذي أجرى دمعَ عينيك؟
إنَّ بعضَ دمعكِ طهرٌ وصفاءُ.
كل الذي كان اليوم قد مضى
وما نسيتُ جبيناً من مرمرٍ
أو قدَّاً أهيفاً في جماله إعياءُ.
ووجه قد نمَّ عن وجنةٍ
طغى على حمرتها عقيقٌ ودماءُ
لي قلبٌ قد مدًّ يديه
يداري من رمشكِ طعنته النجلاءُ.
لي تاريخٌ في العشق سيدتي
ما عرفه حاضرٌ ولا قدماءُ
أنا غابة عشقٍ ، فكيف لأنهاري
ألاَّ ترتادها الأطيارُ والظباءُ؟
لي من الزهرِ أريجه وعطرهُ
وللنحلِ منِّي ما فيه الشفاءُ
أضحيتُ وحيداً من أحبَّةٍ نسوا
بعد طول المحبة وأساؤوا.
يا صحراء ما بال نخلك قد جفا؟
كم نخلة لنا فيك يا صحراءُ ؟
كم من أحبابٍ لنا في دوحكِ؟
نخلتي الغنَّاء ، كيف تصير خرساءُ؟
في سرابك كم تاهت أميرتي ؟
أين من أميرتي الأميرات والأمراءُ؟
أين ذاك الوجه الدريُّ بنورهِ
أين تلك الفاتنة السمراءُ ؟
ضاع وجهي بين كثبانك
ومحَت دوارسي عواصفٌ هوجاءُ
فوق وجهي عمري الحزين وعمرك
فهل يزيلُ حزنَ وجهينا لقاءُ ؟
أنا خريفي محض ربيع أخضر
لن يُسقِطَ خريفٌ أوراقيَ الخضراءُ
أميرتي ما لشعري وفعلهُ ؟
وما الذي يستطيعه الشعراءُ؟
ليس كل شعري فيك مديحٌ
وليست قصائدي كلها عرجاءُ
كل قصيدة فيك قد كتبتها
كل قصيدةٍ فيك بتراءُ
كل قصيدة عندي عاشقة
كل قصيدة فيك عصماءُ
لم أزل عنك أقصُّ حكايتي
ليالينا الحمر وفساتينك البيضاءُ
يا من أنت أكبر من قصيدتي
يا من حسنك للحسنِ كِسَاءُ
لو ملكتُ الدنيا بأكملها
ما طاب لي مع غيرك بقاءُ.
كل أشعاري فيك زخارفٌ
والزخارفُ يزدانُ بها البناءُ
العشب قد نما فوق جسدي
بما فاض عليه جسدك والماءُ
مثلك من الجميلات أساطيرٌ
وللأساطير تشويقٌ وإغواءُ .
يرفض شعري إلاَّ أن يوقظني
ولجلال اسمك تنحني الأسماءُ
يرفضني شعري لو كان لغيركِ
وكيف يستطيع من في طبعه الوفاءُ؟
يا روضةً بكل ما فيك خميلة
وعلى صدرك لكل الطيور أصداءُ
لي شفتيك ورحيق بنفسجةٍ
ولي من شعرك وردةً وحِنَّاءُ
قصيدتي اليوم ترسمك قمراً
وقمري لا تخفيه ليلةٌ ظلماءُ
كل شعر فيك لحن وأغنية
وفي صوتك يأتلقُ الشأوُ والأداءُ.
كل أشعاري ما كانت إلا لكِ
كل قصيدةٍ لغير عينيك عمياءُ
ما هو الشعر لو كان لغيرك ؟
لك تنظم القصائد الغرَّاءُ
لو كان الشعر لغير شفتيك
فكل القصائد تولد خرساءُ.
يهيم الشعراء بطرفةِ رمشٍ
فكيف لا يهيم بحسنك الشعراءُ؟
انت كتاب الشعر وفحواه
ونحن المستمعون ونحن قُرَّاءُ
إذا دندنت شفتاك نغماً
يموت اللحن ويغفو المساءُ
لك الحسن ومجده
فما جادت بمثله عراقٌ ولا صنعاءُ
يا ملهمة الشعر ومليكته
كل الملكات جواريك ولا استثناءُ
من خمرك ملأت كؤوسي
مما سكرت والسكر فيك شقاءُ
إذا ما شفَّ رمشك عما حوى
بانت سماءٌ بألوانها الزرقاءُ
إن بكت عينٌ لك بكت عيني
وبكت معي الصخرة الصَمَّاءُ
مزِّقي حزني من فوق جسدي
وليغشَ نورك عيني والضياءُ
يكفيني لو ترهبتُ في معبدكِ
ما همني أولياءٌ ولا اتقياءُ
أنتِ عالمي وسقف حريتي
إن قتلوك فالعالم كله أعداءُ
أنور مغنية 02 01 2023