ساعة الحائط الأثرية (قصة قصيرة)
بقلم الأديبة والشاعرة والكاتبة الصحفية
حنان فاروق العجمي
رسائل تُكتب على الأرض
ورسالتي تُقرأ حينما أرفع وجهي للسماء
أراها أمامي حروف من نور أكاد ألمسها بيدي
كُتبَ أعلم ما في الصدور وما يَخفَى
تنهمر قطرات دموعي وأخِرُّ ساجدةً
مَنْ الذي أخشاه ومعي عالم الغيبِ
يمسحُ على صدري برحمته
تلك الصرخات السجينة بداخلي إن خرجت ستهد الجبال
تبتعد الطيور التي تصدح عن نافذتي
تخجل من حزن أغلق أهدابي
لم تَعُد عيني ترغبُ بالنظر لهذه الدنيا الفانية
أتطلَّع فقط للسماء ….لهذا السحاب
يَمُر أمامي ويأخذ أيامي معه
فصول عُمري تتوالى وتتسارع كنبضٍ يسري بعروقي
دقات تنبض بالحياة وتَدُق أجراس الموت وسكون الروح
وكأنها تُسافر في رحلة العناء
درب لا ينتهي ومحطة وصول ما زالت بعيدة
يتساءل فؤادي بدأنا منذ زمن متى نتوقف بهدوء لنرى النور، ما عدت أرغب في هذا المداد الأسود الذي يَخُط ألمي ….أتمنى فقط أن أحصل على عصا سحرية
كتلك التي في قصص الأطفال…
أمسكها بيدي فتُضئ النجمة بنهايتها بالأعلى
ويتحول كل ما حولي إلى نجمات صغيرة
تتراقص بحركات عشوائية
وتعود البسمة ترتسم على شفاهي
وأسرح بخيالي حتى أفقد السيطرة على هذا الجسد
الذي فقط يدور في دوائر موسيقية تسبح بفضاء يُسَبِّح باسم الله وتراتيل لا تتوقف تُدفئ روحي التي تحولت إلى ثليج وأدمنت أوصالي الصقيع وأُصيبت بالجمود
انتبهت فجأة…… على دقاتٍ عالية الصوت…
تأتي من الجدار خلفها
إنه صوت ساعة الحائط الأثرية ….
تُعلنُ عن صباحٍ جديد….
وتُشير عقاربها إلى السادسة والنصف
حان وقت الاستيقاظ…..
ولم تنم عيناها ….
ولم يركن جسدها للهدوء ولم تسكن روحها.
ساعة الحائط الأثرية (قصة قصيرة)