اقتصاد

سوق السيارات في أسيآ واللحاق بالركب

سوق السيارات في أسيآ واللحاق بالركب

متابعة عبده الشربيني

في محاولة للحاق بركب المنافسة في قطاع السيارات الذي أصبح نموه يعتمد على البرمجيات، جاءت محادثات عملاقا صناعة السيارات اليابانيتان هوندا ونيسان -وربما ميتسوبيشي- بشأن اندماج محتمل، الأمل الأخير للشركات الثلاث لمنافسة مواطنتها “تويوتا” في الأسواق الناشئة الرئيسية في آسيا.

اندماج تلك الشركات يمكن أن يساعد على المنافسة، في سوق تتبنى التقنيات الكهربائية والهجينة وغيرها من تقنيات الدفع النظيفة بالسرعة نفسها، وستينع ثمار الاندماج “على نطاق كامل ابتداء من 2030 فصاعدا”، وفقا لرئيس “هوندا” التنفيذي توشيهيرو ميبي.

من المحتمل أن تكتسب مناطق جنوب شرق آسيا والهند أهمية أكبر في الصناعة بحلول ذلك الوقت، مع تباطؤ نمو المبيعات في أسواق متقدمة مثل أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان.

“نيكاي آسيا” حللت بيانات مبيعات السيارات في 2024 في 5 دول رئيسية في جنوب شرق آسيا والهند، قدمتها شركة الأبحاث مارك لاينز، حيث سيطر العملاق الياباني “تويوتا” على إندونيسيا التي أكبر سوق للسيارات في جنوب شرق آسيا بحصة سوقية 56%. فيما تستحوذ أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم أيضا على الحصة الأكبر من المبيعات في تايلاند بنسبة 39 %، وأيضا في الفلبين بنسبة 47%، وهما ثالث ورابع أكبر أسواق السيارات في المنطقة.

مشاركة ميتسوبيشي في خطة تكامل هوندا ونيسان، ستكون أمرا بالغ الأهمية لإستراتيجية مبيعات الشركة الجديدة في أسواق رابطة دول جنوب شرق آسيا، حيث تسيطر ميتسوبيشي على جزء جيد من السوق في الفلبين بنسبة تبلغ 19 %، وفي فيتنام بنسبة 12 %، ومن المتوقع أن تقرر بحلول نهاية يناير ما إذا كانت ستنضم إلى محادثات الاندماج.

في مؤتمر صحفي عقد الاثنين 23 ديسمبر الماضي، أبدى الرئيس التنفيذي لـ “ميتسوبيشي” تاكاو كاتو تفاؤله بشأن الاندماج، مشيرا إلى قدرة الشركة على دعم الأعمال العالمية باستخدام نقاط قوتها في أسواق جنوب شرق آسيا.

من بين الشركات الثلاث، فقط هوندا وميتسوبيشي التي تبيعان السيارات حاليا في فيتنام وبنسبة 19%، لذا فإن حضورهما المشترك يعد بشكل أكبر من حضور تويوتا، لكنهما ما زالتا تواجهان الدينامو الكوري الجنوبي “هيونداي” المصنع لـ “كيا” أيضا، والذي يستحوذ على مبيعات 30 % من السيارات الجديدة في البلاد.

في ماليزيا 44 % من مبيعات السيارات هي من شركة صناعة السيارات المحلية “بيرودوا”، فيما تبلغ حصة السوق المجمعة لهوندا ونيسان وميتسوبيشي 13 %، ما يضع الثلاثي في ​​المرتبة الرابعة.

مفتاح الاندماج الناجح سيكون كسر هيمنة العلامة التجارية الأكثر مبيعا في كل دولة، وهي مهمة صعبة للغاية، خاصة الآن بعد أن اكتسبت شركات صناعة السيارات الصينية ومركباتها الكهربائية زخما بسرعة في المنطقة

قد يكون تهديد المنافسين الصينيين أضعف في الهند “ثالث أكبر سوق للسيارات في العالم”، وسط علاقات متوترة مع بكين، منعت نيودلهي الشركات الصينية من الاستثمار في البلاد.

بغض النظر عن هوية المنافس، لا يزال يتعين على الكيان المندمج أن يأتي بمنتجات يرغب فيها السائقون الهنود. وهذا سيشكل تحديا كبيرا. من بين الشركاء المحتملين الثلاثة، تبيع هوندا ونيسان حاليا السيارات في الهند، وتبلغ حصتهما مجتمعة 2 %.

مديرة ومحللة قطاع السيارات في “إس آند بي جلوبال موبيليتي” لستيفاني برينلي، قالت “تتلخص هذه الصفقة المحتملة في زيادة الحجم لخفض تكاليف كل مركبة، وخفض تكاليف التطوير من خلال القدرة على تطبيق تكنولوجيا جديدة على مزيد من المركبات وبالتالي الحصول على قيمة أكثر من الاستثمار في التكنولوجيا. لكن من نواحي كثيرة، لا يزال صنع منتج مقنع هو أساس النجاح”، مضيفة “إن الحجم المشترك لشركات صناعة السيارات الثلاث “يمكن أن يمنحها فرصة لفعل الكثير باستثمار أقل، لكن الحجم لن يحقق النجاح إذا لم تكن المنتجات مقنعة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار