المقالات

شخصية عمر بن الخطاب

جريده موطني

شخصية عمر بن الخطاب

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

#جريدة_موطني

اليوم : الثلاثاء الموافق 23 يناير 2024

شخصية عمر بن الخطاب

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية أنه في بعض البلدان الإسلامية الإنسان لمجرد أن يطلق امرأته، تتملك نصف ثروته، لأن المرأة نصف المجتمع، ولابد من إنصافها، شيء جميل، ما الذي حصل؟ الذي حصل أن الناس عزفوا عن الزواج، فقال أحدهم في هذا البلد الإسلامى صار والد الفتاة يضع في يد الخاطب سند أمانة بقيمة نصف مليون فيما لو طلقت ابنتنا وطالبناك بنصف ثروتك طالبنا بهذا السند، بلد آخر بشرق أسيا شرع تشريعا خلاف تشريع الخالق، لا يجوز لأسرة أن تنجب إلا ولدا واحدا، وفي هذه البلاد يحبون الذكور، فإذا أنجبت الزوجة أنثى خنقت ودفنت إلى أن تأتي بذكر يسجل.

الآن هناك قرى بأكملها ليس فيها إناث، فإن الله خبير، فهو المشرع، لذلك عليك أن تتيقن أن أمر الله خير كله، و أن أى نهي، نهى الله تعالى عنه شر كله، يقول أحد الغربيين المنتمين إلى دولة كبيرة، يوجد بها ثلاث ملايين، يعانون من القمار المرضى وبعد أن ذاق مرارة هذه التجربة وأثرها السيئ على بلدته، تصوّرت أن صناعة القمار يمكن أن تنعش الاقتصاد، وتجلب الزوار إليها، ليخرج بنتيجة مخالفة تماما، يقول بأن القمار مغامرة خاسرة ابتداء، لأن كل من يتوجه إلى تلك الصالات الصاخبة، يعتقد أنه سيربح مقابل عشرات الدولارات آلافا، بل مئات الألوف، وإنه جنة الحمقى، حيث يعدهم شياطين القمار أنهم سيربحون شيئا مقابل خسارتهم للاشيء، والأرقام المعلنة، تثبت أنه مقابل كل دولار يُكسب هنا، يخسر المقامرون تسعة دولارات.

مما أسهم في شيوع الإفلاس، والطلاق، والفاحشة المرتبطة بهذه الصناعة، التي دمرت مجتمع البلدة الصغيرة، ويُروى أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على نساء النبي صلي الله عليه وسلم حين اعتزلهن النبي صلي الله عليه وسلم وقال لهن إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله خيرا منكن، وأجابته إحداهن قائلة يا عمر، أما في رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت، فلما نزلت الآية الكريمه في التحذير من ذلك رجع رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى نسائه تائبات عابدات مؤمنات، وهذه أمور أثبت المؤرخون جميعا أن الوحي نزل فيها يؤيد رأي عمر رضي الله عنه، وفي صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه قال وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى.

فنزلت ” واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي ” وقلت يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلي الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت الآية الكريمة بذلك ” ولعل نزول الوحي موافقا رأي عمر رضي الله عنه في هذه المواقف هو الذي جعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول “جعل الله الحق على لسان عمر رضي الله عنه وقلبه” أو يقول “إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به” لهذه المواقف الكثيرة التي وقفها عمر رضي الله عنه من أسرى بدر، ومن عبد الله بن أبي، ومن الحديبية، ومن حكم الخمر، ومن نساء النبي صلي الله عليه وسلم، دلالة تلفت النظر، وتكشف عن جانب من شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

كان يزداد على الزمن وضوحا وقوة، ولسنا نقصد جرأته وصراحته وبروز شخصيته، وما إلى ذلك مما أسلفنا ذكره، ولسنا كذلك نريد حسن رأيه وواسع علمه، وإنما نرمي إلى ما دلت هذه المواقف عليه من عظيم اشتغاله بالشئون العامة، وتوفره عليها توفر من تعنيه سياسة قومه وتدبير أمورهم والعمل على حسن نظامهم، والواقع أنه برز في هذه الناحية أكثر مما برز غيره ولذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعوه وزيره، وكان حين يشاور أصحابه يجعل لرأي عمر رضي الله عنه مكانة تعدل مكانة الرأي الذي يبديه أبو بكر صفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وخليله.

شخصية عمر بن الخطاب

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار