شمس المعارف بين الأسطورة والواقع
بقلم/ ايمن بحر
يعد كتاب شمس المعارف واحدا من اكثر الكتب اثارة للجدل عبر القرون فهو كتاب نسجت حوله الحكايات وانتشرت عنه الروايات وارتبط اسمه بعالم السحر والغيبيات حتى صار رمزا للخوف عند البعض وفضولا لا ينطفئ عند اخرين ورغم مرور الزمن مازال هذا الكتاب حاضرا في الذاكرة الشعبية وكأنه لغز لم يجد من يكشفه بوضوح
يعود انتشار شمس المعارف الى ما يتضمنه من نصوص وابواب تتحدث عن اسرار يقال انها مرتبطة بالجن والعزائم والرقى وطرق التواصل مع عوالم اخرى ومع ان الكثير من هذه النصوص لا تستند الى علم موثق الا ان تأثيرها النفسي كان قويا على من يقرأها خاصة في العصور التي كان الناس فيها يبحثون عن الغريب ويؤمنون بما وراء الطبيعة دون تمحيص
ومع مرور الوقت اصبح الكتاب محظورا في كثير من الدول لما يحمله من محتوى قد يدفع البعض لتجارب غير آمنة وربما نفسية معقدة كما ان العلماء والمتخصصين في الدين حذروا من التعامل معه مؤكدين ان ما فيه ليس علما نافعا بل خرافات مختلطة بنصوص متشابهة تسعى لجذب القارئ عبر الغموض
ورغم كل ذلك بقي شمس المعارف جزءا من التراث الشعبي الذي يعكس طبيعة الانسان الباحث دائما عن المجهول الراغب في فتح ابواب لا يدرك ما خلفها فالقوة الحقيقية ليست في كتاب قديم بل في العقل القادر على التمييز بين العلم والخرافة وبين الحقيقة والوهـم وبين ما يفيد وما يضر
ويبقى الدرس الاهم ان المعرفة ليست كل ما يقوله كتاب بل ما يصنعه الانسان من وعي وفهم وان الحكمة تأتي حين نعرف ما نقترب منه وما نتركه وما نستبدل به الخرافة نورا من العلم يهدي العقول ولا يضلها
شمس المعارف بين الأسطورة والواقع

