المقالات

شيخ العلماء عبد الرحمن بن أحمد

جريده موطني

الدكروري يكتب عن شيخ العلماء عبد الرحمن بن أحمد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام عضد الدين الإيجي، وهو الذي قال عنه ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار، قاضي قضاة الشرق، وشيخ العلماء في تلك البلاد، العلامة عضد الدين، الإيجي الشيرازي، شارح مختصر ابن الحاجب الشرح المشهور، وغير ذلك من المؤلفات الدكروري يكتب عن شيخ العلماء عبد الرحمن بن أحمد في العلوم الكلامية والعقلية، وكما ذكره الإسنوي في طبقاته وقال كان إماما في علوم متعددة، محققا، مدققا، ذا تصانيف مشهورة، منها شرح المختصر لابن الحاجب، والمواقف، والجواهر، وغيرها في علم الكلام، والفوائد الغياثية في المعاني والبيان، وكان صاحب ثروة، وجود وإكرام للوافدين عليه، وتولى قضاء القضاة في مملكة أبي سعيد، فحمدت سيرته.

 

وقال السبكي في الطبقات الكبرى كان إماما في المعقولات، عارفا بالأصلين، والمعاني والبيان والنحو، مشاركا في الفقه، له في علم الكلام كتاب المواقف وغيرها، وفي أصول الفقه شرح المختصر، وفي المعاني والبيان الفوائد الغياثية وكانت له سعادة مفرطة، ومال جزيل، وإنعام على طلبة العلم، وكلمة نافذة، ومولده في إيج بعد سنة ثمان وسبعمائة، واشتغل على الشيخ زين الدين الهنكي تلميذ القاضي ناصر الدين البيضاوي، وغيره، وكانت أكثر إقامته أولا في مدينة السلطانية، وولي في أيام أبي سعيد قضاء الممالك، ثم انتقل إلى إيج، وتوفي مسجونا في قلعة بالقرب من إيج، وغضب عليه صاحب كرمان فحبسه فيها، واستمر محبوسا إلى أن مات سن ست وخمسين وسبعمائة، كذا قاله السبكي.

 

وقال الاسنوي أنه توفي سنة ثلاث وخمسين، وأنجب تلاميذه اشتهروا في الآفاق، مثل شمس الدين الكرماني، وضياء الدين العفيفي، وسعد الدين التفتازاني وغيرهم، قلت والشيخ سعد الدين التفتازاني في حاشية العضد كثير الثناء عليه، ويصفه بالمحقق، قال في بعض المواضع وبالجملة لما كان الناظر في الشروح لا يحصل في المقام على طائل، حاول الشارح المحقق شكر الله سعيه على ما هو دأبه في تحقيق المقام، وتفسير الكلام، على وجه ليس للناظر فيه سوى أن يستفيد، وحاشاه أن ينقص أو يزيد وقال في أول الاعتراضات واعلم أن الشارح المحقق قد بلغ في تحقيق مباحث القياس سيما الاعتراضات كل مبلغ نسخا منه شريعة الشارحين في تطويل الواضحات، والإغضاء عن المعضلات.

 

والاقتصار على إعادة المتن حيث لا سبيل إلى نقل ما في المطولات، فلم يبق لنا سوى اقتفاء آثاره، والكشف عن خبيئات أسراره، بل الاجتناء من بحار ثماره، والاستضاءة بأنواره، والإمام عضد الدين الإيجي جرت له في آخر حياته محنة مع صاحب كرمان مبارز الدين محمد بن مظفر الدين حيث غضب عليه فحبسه بقلعة دريميان وقع خلاف بين الإيجي وأمير كرمان وهي بلدة بفارس فعزله من القضاء وسجنه، ومات في نفس العام بمحبسه، فمات مسجونا في سنة سبعمائة وست وخمسين من الهجرة، وقيل قبلها، الموافق عام ألف وثلاثمائة وخمس وخمسين من الميلاد، فرحمه الله رحمة واسعة.الدكروري يكتب عن شيخ العلماء عبد الرحمن بن أحمد

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار