أخبار ومقالات دينية

صاحب كتاب دلائل النبوة

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب دلائل النبوة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الأصبهاني وهو أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى ابن مهران، وقد ذكر الذهبي أن مشايخ الدنيا أجازوا لأبي نعيم الأصبهاني سنة ثلاثمائة واثنين وأربعون للهجرة، وعمره حينئذ ست سنين، وكان من بعض تلامذته، الخطيب البغدادي صاحب كتاب تاريخ بغداد، وهبة الله بن محمد الشيرازي أبو بكر بن علي الذكواني القاضي أبو علي الوخش، أبو صالح المؤذن، ومن مؤلفاته، حلية الأولياء، ودلائل النبوة، وتاريخ أصبهان، ومعرفة الصحابة، والمسند المستخرج على صحيح مسلم، وصفة الجنة، وقد قال أبو محمد السمرقندي سمعت أبا بكر الخطيب يقول لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين أبو نعيم الأصبهاني.

وأبو حازم العبدويي، وقال ابن المفضل الحافظ، أنه جمع شيخنا أبو طاهر السلفي أخبار أبي نعيم وذكر من حدثه عنه، وهم نحو الثمانين، وقال لم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء، سمعناه من أبي المظفر القاساني عنه سوى فوت يسير، وقال أحمد بن محمد بن مردويه كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، وكان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره، ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء وكان لا يضجر، لم يكن له غداء سوى التصنيف والتسميع ، وقال حمزة بن العباس العلوي كان أصحاب الحديث يقولون بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى منه إسنادا، ولا أحفظ منه.

وكانوا يقولون لما صنف كتاب الحلية، حمل الكتاب إلى نيسابور حال حياته، فاشتروه بأربعمائة دينار، وقيل روى أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه عن رجل عن أبي نعيم، فقال في كتاب طبقات الصوفية، حدثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي حدثنا أبو نعيم حدثنا محمد بن علي بن حبيش المقرئ ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن سهل الأدمي فذكر حديثا، قال أبو طاهر السلفي سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول حضرت مجلس أبي بكر بن أبي علي الذكواني المعدل في صغري مع أبي ، فلما فرغ من إملائه، قال إنسان من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم ، فليقم، وكان أبو نعيم في ذلك الوقت مهجورا بسبب المذهب، وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة، وقيل وقال.

وصداع طويل، فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام، وكاد الرجل يقتل، فقيل ما هؤلاء بأصحاب الحديث، بل فجرة جهلة، أبعد الله شرهم، وقد بدأ أبو نعيم الأصبهاني طلب العلم بالسماع على المشايخ، وكان أول سماع له وعمره ثمان سنوات أي سنة ثلاثمائة وأربع واربعون للهجرة، وكان أول سماع له من مسند أصبهان المعمر أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، وهذا يدل على أنه بدأ السماع في وقت مبكر من عمره، ووافق هذا التبكير في التحصيل همة عالية، ونفس جادة في طلب العلم وجمعه، ويستفاد مما كتبه وصنفه، وبما وصفه به من عاصره ومن جاء بعده أن أبا نعيم كان ذا حافظة قوية ساهمت مع التبكير والجد إلى بلوغ رتبة الحافظ المتقن.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار