صدفة أغسطس
قصة قصيرة
بقلم رانيا البدرى
فى يوم من أيام اغسطس
كان يشعر أن رأسه كاد
يحترق فإتجه للبحر كما
اعتاد فى مثل تلك الأيام
و بينما كان جالساً
ينتظر بعض من نسمات الهواء
إذ بيد تربت على كتفه بحنو يألفه
التفت ليجدها امامه ، نعم هى
حبه القديم و المستمر
اخبرته انها ليست صدفة
فهى مازالت تذكر عادته
فى الجلوس امام البحر
حين تشتد حرارة الطقس
جلست بجواره تقص عليه
ما مرت به خلال كل تلك السنوات
بينما غارق هو فى الغوص
بتفاصيلها التى لم تتغير
حكت له كيف توفى والداها
فى حادث مفاجىء
و كيف انفصلت بعد ذلك
عن زوجها الذي هرب
بطفليهما خارج البلاد
لم يعرف فى تلك اللحظة
هل يواسيها ام يبدى سعادته
بزوال كل ما كان يعيقهما ليكونا معاً
اخبرها انه لم يتزوج
و كأنه كان على يقين بعودتها
و لكنها صدمته حين قالت
بحثت عنك ل آتى
واخبرك ان تنسانى
فأنا لم اعد أنا
لقد لوثتنى الحياة بالهموم
لم اعد تلك الفتاة
التى من السهل اضحاكها
لقد اصبحت اكثر اقبالا
على الموت وانت تستحق الحياة
حين تعارفنا كنا في ذات العمر
اما الآن فقد جعلت منى التجربة
امرأة أكبر منك بعقود صدفة أغسطس
قصة قصيرة
