صراع الأطلس ونسور قاسيون
كتب: عبدالرحمن محمد
صراع الأطلس ونسور قاسيون: المغرب يقتنص بطاقة نصف النهائي بشق الأنفس أمام سوريا في كأس العرب 2025
في مواجهة مثيرة ومرتقبة افتتحت مباريات الدور ربع النهائي لبطولة كأس العرب FIFA قطر 2025™، نجح المنتخب المغربي في تجاوز عقبة نظيره السوري بهدف دون رد، ليحجز “أسود الأطلس” مقعدهم في المربع الذهبي للبطولة، بعد مباراة اتسمت بالندية والتكتيك العالي على أرضية استاد خليفة الدولي.

شوط أول حذر وتوازن دفاعي
جاء الشوط الأول ليعكس قوة التنظيم الدفاعي لكلا المنتخبين، حيث سيطر الحذر على الأداء التكتيكي، خاصة من جانب المنتخب السوري الذي اعتمد على إغلاق المساحات واللعب على الهجمات المرتدة السريعة.
* سيطرة مغربية بلا فاعلية: حاول المنتخب المغربي، متصدر المجموعة الثانية، فرض إيقاعه وتناقل الكرة بحثاً عن ثغرات في الدفاع السوري المتكتل.
* صلابة سورية: نجح “نسور قاسيون”، وصيف المجموعة الأولى، في امتصاص الضغط المغربي، معتمدين على يقظة حارسهم والدفاع المنظم. انتهى الشوط بالتعادل السلبي، مؤكداً صعوبة اختراق الحصون الدفاعية.
ملاحظة: تأهل المغرب بعد تصدره مجموعته بـ 7 نقاط، بينما تأهلت سوريا بـ 5 نقاط في المركز الثاني، ما عكس قوة أدائهما في دور المجموعات.
هدف حاسم وتألق دفاعي
عاد الفريقان إلى الملعب في الشوط الثاني بإصرار أكبر، وبدأت المباراة تزداد سخونة مع سعي كل طرف لخطف هدف التقدم.
* الهدف الوحيد: نجح المنتخب المغربي في ترجمة سيطرته إلى هدف ثمين جاء في وقت حاسم بأقدام وليد ازارو لاعب الاهلي المصري السابق، لتشتعل بعدها المباراة بالكامل النتيجة النهائية أشارت إلى فوز المغرب 1-0، مما يعني أن هذا الهدف كان حاسماً
* استمرار صمود سوريا: رغم الهدف، لم يستسلم المنتخب السوري واندفع نحو الهجوم بحثاً عن هدف التعادل الذي كان سيقود المباراة إلى الأشواط الإضافية، لكن الدفاع المغربي وحارس مرماه كانا بالمرصاد.
* تغييرات المدربين: لجأ المدربان إلى دكة البدلاء لتنشيط الصفوف، حيث سعى مدرب المغرب لتعزيز السيطرة، بينما حاول نظيره السوري إضفاء زخم هجومي أكبر.

المغرب يخطو خطوة نحو اللقب
بهذا الفوز الصعب، يثبت المنتخب المغربي جديته وطموحه في التتويج بلقب كأس العرب، خاصة بعد خروجه من ربع نهائي النسخة الماضية. الأداء أظهر أن “أسود الأطلس” قادرون على الفوز حتى عندما لا يكونون في أفضل حالاتهم الهجومية، مستفيدين من توازنهم التكتيكي.

وداع مشرف لسوريا
بالنسبة للمنتخب السوري، كان خروجه من البطولة مشرفاً للغاية. “نسور قاسيون” قدموا أداءً بطولياً في دور المجموعات وتغلبوا على فرق قوية، واستمروا في تقديم مستوى مميز أمام المغرب حتى اللحظات الأخيرة. الفريق أكد امتلاكه لروح قتالية عالية وتنظيماً دفاعياً يُحسب له.
ختاماً، يستعد المنتخب المغربي لمواجهة صعبة في نصف النهائي أمام الفائز من مباراة الجزائر والإمارات، في حين تودع سوريا البطولة بعد أن تركت بصمة إيجابية لا تُنسى في ذاكرة الجماهير العربية.

