المقالات

صفة صلاة التوبة

جريدة موطني

صفة صلاة التوبة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله، الحمد لله العظيم في قدره، العزيز في قهره، العليم بحال العبد في سره وجهره، يسمع أنين المظلوم عند ضعف صبره، ويجود عليه بإعانته ونصره، أحمده على القدر خيره وشره، وأشكره على القضاء حلوه ومره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآيات الباهرة، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما جاد السحاب بقطره، وطل الربيع بزهره، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن من رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن فتح لها باب التوبة، فلا تنقطع حتى تبلغ الروح الحلقوم أو تطلع الشمس من مغربها، ومن رحمته تعالى بهذه الأمة كذلك أن شرع لهم عبادة من أفضل العبادات، يتوسل بها العبد المذنب إلى ربه، رجاء قبول توبته، وهي صلاة التوبة، ومن المسائل المتعلقة بهذه الصلاة.

 

هو مشروعية صلاة التوبة حيث أجمع أهل العلم على مشروعية صلاة التوبة وأن سبب صلاة التوبة هو وقوع المسلم في معصية سواء كانت كبيرة أو صغيرة ، فيجب عليه أن يتوب منها فورا، ويندب له أن يصلي هاتين الركعتين، فيعمل عند توبته عملا صالحا من أجل القربات وأفضلها وهو هذه الصلاة فيتوسل بها إلى الله تعالى رجاء أن تقبل توبته وأن يغفر ذنبه، ويستحب أداء هذه الصلاة عند عزم المسلم على التوبة من الذنب الذي اقترفه، سواء كانت هذه التوبة بعد فعله للمعصية مباشرة أو متأخرة عنه، فالواجب على المذنب المبادرة إلى التوبة لكن إن سوّف وأخّرها قبلت لأن التوبة تقبل ما لم يحدث أحد الموانع وهو إذا بلغت الروح الحلقوم، وإذا طلعت الشمس من مغربها وهذه الصلاة تشرع في جميع الأوقات بما في ذلك أوقات النهي.

 

مثل بعد صلاة العصر لأنها من الصلوات التي لها سبب فتشرع عند وجود سببها، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية “ذوات الأسباب كلها تفوت إذا أخرت عن وقت النهي، مثل سجود التلاوة، وتحية المسجد، وصلاة الكسوف، ومثل الصلاة عقب الطهارة، كما في حديث بلال، وكذلك صلاة الاستخارة، إذا كان الذي يستخير له يفوت إذا أخرت الصلاة، وكذلك صلاة التوبة، فإذا أذنب فالتوبة واجبة على الفور، وهو مندوب إلى أن يصلي ركعتين، ثم يتوب، كما في حديث أبي بكر الصديق، وقيل في صفة صلاة التوبة، أنها ركعتان كما في حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويشرع للتائب أن يصليها منفردا، لأنها من النوافل التي لا تشرع لها صلاة الجماعة ويندب له بعدها أن يستغفر الله تعالى لحديث أبي بكر رضي الله عنه.

 

ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يستحب تخصيص هاتين الركعتين بقراءة معينة فيقرأ المصلي فيهما ما شاء، ويستحب للتائب مع هذه الصلاة أن يجتهد في عمل الصالحات، ومن أفضل الأعمال الصالحة التي يفعلها التائب هو الصدقة فإن الصدقة من أعظم الأسباب التي تكفر الذنب وثبت عن كعب بن مالك رضي الله عنه أنه قال لما تاب الله عليه يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم” أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ” وقال فإني أمسك سهمي الذي بخيبر” متفق عليه، وإن الخلاصة هو ثبوت هذه الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها تشرع عند توبة المسلم من أي ذنب، سواء كان من الكبائر أم من الصغائر.

 

وسواء كانت هذه التوبة بعد اقتراف المعصية مباشرة، أم بعد مضي زمن، وأن هذه الصلاة تؤدى في جميع الأوقات، بما في ذلك أوقات النهي، وأنه يستحب للتائب مع هذه الصلاة فعل بعض القربات، كالصدقة وغيرها.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار