الرئيسيةمقالاتضياع الأدب بين الصغير والكبير
مقالات

ضياع الأدب بين الصغير والكبير

ضياع الأدب بين الصغير والكبير

ضياع الأدب بين الصغير والكبير

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد، اعلموا يا عباد أن من الظواهر الإجتماعية المؤرقة والمؤلمة هو ضياع الأدب بين الصغير والكبير، فالصغير لا يعرف للكبير حقا ولا توقيرا، والكبير لا يعرف للصغير شفقة ولا رحمة، ومما يترتب على ذلك هو ظلم من الصغير للكبير، ومن الكبير في حق الصغير، وبالعودة لهدي النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم تنضبط الأمور وتستقيم الحياة، ويعطي كل ذي حق حقه، فيعم الخير وينتشر الود والحب بين أفراد المجتمع، ويوجد حديث نبوي شريف يؤكد على إحترام الكبير، وهو ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا” 

 

وهذا الحديث يشير إلى أن توقير الكبير وإحترامهم من أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، ويروي أنه جزء أساسي من ديننا، كما ذكرت الأكاديمية الإسلامية للأخلاق، ويعد توقير الكبير جزءا أساسيا من أخلاق المسلم، ويعتبر إجلالا لله تعالي نفسه، وكما أن هناك الأدلة من السنة النبوية تبرهن ذلك ومنها في الصلاة مثلا حيث أنه يفضل أن يؤم القوم أكبرهم سنا في الصلاة، كما ورد في حديث مالك بن الحويرث، وأيضا في السلام يسن للصغير أن يبدأ بالسلام على الكبير، وكذلك التعامل مع الضعفاء حيث يراعي النبي صلى الله عليه وسلم حال الكبير عند الصلاة، ويقول “إذا صلى أحدكم للناس، فليخفف فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير” وأيضا النهي عن إحتقار الآخرين، حيث يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ” حسب امرئ مسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم” 

 

يؤكد على عدم إحتقار أحد بغض النظر عن صغر سنه أو كبيره، وهذا يتضمن عدم التقليل من شأن الكبير أو إحترامه، وكذلك إكرام ذي الشيبة المسلم، حيث ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم” رواه أبو داود، وهو ما يؤكد على أهمية إحترام كبار السن وإكرامهم، حيث أن لكبير السن مكانته المتميزة في المجتمع المسلم فهو يتعامل معه بكل توقير وإحترام، ويحدوه في ذلك قول الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال “ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا” رواه أبو داود والترمذي، ويظهر ذلك التوقير والإحترام في العديد من الممارسات العملية في حياة المجتمع المسلم، وجميع هذه الممارسات لها أصل شرعي. 

 

بل فيها حث وتوجيه نبوي فضلا عن ممارساته صلى الله عليه وسلم، مع المسنين وتوجيه أصحابه نحو العناية بالمسنين وتوقيرهم وإحترامهم وتقديمهم في أمور كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر، وكذلك البدء بالكبير بالأمور كلها كأن يتقدم الكبير على الصغير في صلاة الجماعة، وفي التحدث إلى الناس، وفي الأخذ والعطاء عند التعامل، لما روي الإمام مسلم عن أبي مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول “استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليليني منكم أولو الأحلام والنهي وهم الرجال البالغون، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وإياكم وهيشات الأسواق ” أي إختلاطها والمنازعة والخصومات وإرتفاع الأصوات واللفظ والفتن فيها، وكذلك الترهيب من إستخفاف الصغير بالكبير، حيث روى الطبراني في الكبير. 

 

عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق، ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم وإمام مقسط” والإستخفاف كأن يهزأ به ويسخر منه ويوجه كلاما سيئا إليه، ويسيء الأدب في حضرته، وينهر ه في وجهه وكم من مناظر يندي لها الجبين نشاهدها في الطرق ووسائل السفر المختلفة ونجبر على سماعها من داخل البيوت على ما يقال فيها تدمي لها القلوب، فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا يا رب العالمين.

ضياع الأدب بين الصغير والكبير

ضياع الأدب بين الصغير والكبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *