بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واحذروا الذنوب فإن أهل المعاصي جديرون بالعقوبة، وإن أهل الطاعة والاستغفار لحقيقون بالرحمة ثم أما بعد ذكرت المصادر أن الله عز وجل عندما أنزل آدم وحواء من الجنة وتناسلوا وتكاثروا فقد إنقسم بنو آدم إلى قسمين، وسلكوا طريقين لا ثالث لهما، فقسم منهم وهم الأقل سلكوا طريق أبيهم آدم عليه السلام وهو طريق الإيمان بالله تعالى والتوبة من الذنوب، والإعتراف بالخطأ، وهؤلاء يلحقون بأبيهم آدم في جنة الخلد برحمة الله تعالى لهم، وأما القسم الآخر فإتبع طريق إبليس وخضع لوساوسه.
وأطاعه فيما أراد من الكفر والجحود والإستكبار عن عبادة الله تعالى، فمآلهم مآل إبليس اللعين، نعوذ بالله من حالهم ومآلهم، ونسأل الله تعالى أن يجنبنا طريقهم وأن يسلك بنا طريق المرسلين، وأن يجعلنا من عباده الصالحين، إنه سميع مجيب، وتنطوي قصة بداية الخلق، وبداية الإنسان، وبداية التكليف على دروس وعبر حقيق بالمسلم أن يتأملها، ويُنعم النظر فيها، ويتأكد ذلك في وقت التبس فيه الحق بالباطل عند كثير من الناس، وقوي فيه أنصار الشر، وكثرت أحزاب الشيطان ليصرف الناس عن دينهم الذي إرتضاه الله تعالى لهم، وكما ابتلي أبونا آدم عليه السلام بوساوس الشيطان فإننا لا ننفك عن الإبتلاء بها، مع ما يقوم به شياطين الإنس من ضغوط ومضايقات لصرفنا عن الحق، ولا معصوم من الزلة والإنحراف إلا من عصمه الله تعالى وإذا إعتصم المؤمن بربه.
وإستعاذ به من الشيطان الرجيم، وسأل الله تعالى الثبات على الحق بقلب موقن مخلص فإن الله تعالى لا يخيب رجاءه وسيكون الثبات والتوفيق حليفا له، وإذا ما زلّ في حال غفلة وجهل، تذكر زلة أبيه آدم عليه السلام من قبل، وعمل مثل ما عمل، فبادر بالتوبة والإستغفار، وهرع إلى الله تعالى طالبا الرحمة والمغفرة، وخاف من الإصرار على الذنب، والإستكبار عن التوبة لئلا يكون مصيره مصير إبليس اللعين، وقد يستهين العبد بذنب إستصغره فأصر عليه فأورده المهالك، وختم له بالسوء على أثره، وما أهبط آدم من الجنة إلا بسبب معصية واحدة كان في غنى عنها، وكانت هذه المعصية سببا لإبتلائه وإبتلاء ذريته من بعده على وفق حكمة أرادها الله تعالى، فقال إبراهيم ابن أدهم رحمه الله تعالى “لقد أورثتنا تلك الأكلة حزنا طويلا”
وإن قصة بداية الخلق لتدل على قدرة الخالق وعظمته، وإستحقاقه أن يفرد بالعبادة دون ما سواه، فهذه الأحياء المتكاثرة على الأرض، في البر والبحر والجو، وهذا العمران العريض في الأرض، وما في السماء من عجائب الأفلاك والأنجم كل ذلك مضى عليه أزمان لم يكن موجودا، فأوجد الخالق سبحانه كل ذلك، ودبره أحسن تدبير، وسيره في نظام دقيق عجيب، وجعل له أجلا ونهاية، وهكذا البشرية التي تزخر الأرض بهم، ويتكاثر عددهم حتى بلغوا المليارات كانوا من نسل رجل واحد، فتكاثروا بأمر الله تعالى وتقديره حتى بلغوا ما ترون، ويخلف الأموات منهم أحياء يعمرون الأرض إلى أن يأذن الله تعالى بانتهاء ذلك وقد مضى حين من الزمن لم يكن هناك أي بشر، بارك الله ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكرالحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.