طوبى للغرباء في أخر الزمان
بقلم
عبادى عبدالباقى قناوى
الجزء الثاني
المقدمة :-
تذكير بما سبق فى الجزء الأول
معنى طوبى للغرباء :-
الغرباء
هم أهل الاستقامة.
فطوبى للغرباء يعني :-
الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس ،
إذا تغيرت الأحوال و التبست الأمور ، وقل أهل الخير ثبتوا هم على الحق و استقاموا على دين الله ،
ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة ، واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين .
أولاً :-
بم ينشغل الغرباء؟
هؤلاء هم الغرباء
هم الممدوحون المغبوطون … ولقلتهم في الناس جدا سموا غرباء ، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات .
الناس مشغولون بدنياهم ،
وهؤلاء مشغولون بدينهم .
الناس مشغولون بالفرار إلى الخلق ، وهؤلاء يفرون إلى الله
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}
[ الذاريات ٥٠].
الناس يعملون لأمور تافهة،
وهؤلاء يعملون لإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم،
ويعلمون الناس …
ولهذا كانوا غرباء بين الناس .
فأهل الإسلام في الناس غرباء ، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء ، وأهل العلم في المؤمنين غرباء ، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فيهم غرباء،
و الداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة .
ثانيا :-
ليس عند الغرباء يأس :-
طوبى لهؤلاء الغرباء …
ليس معنى هذا أيها الإخوة
التأييس من نصرة الإسلام،
كما يريد بعض الناس أن يفهموا من هذا المقال
أن ييأسوا …
لا، على كل مسلم أن يحاول أن يكون من هؤلاء الغرباء،
أن يكثر منهم حتى تزول غربتهم و وحشتهم ،
وقد جاء أن للإسلام دولة قبل الساعة ،
وأن الله ناصر دينه وأن الله تعالى يقول:-
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}
[التوبة: ٣٣].
والنبي صلى الله عليه وسلم،
يقول:-
“إن مثل أمتي مثل المطر ،
لا يُدري أوله خير أو آخره”
وقال صلى الله عليه وسلم :-
“لن يخزي الله أمة أنا أولها ،
والمسيح آخرها “.
فاستمسكوا أيها المؤمنون بإيمانكم ، عضوا عليه بالنواجذ ، ولا يهمكم موقف الناس منكم ،
وحسبكم أن الله معكم ،
وأن الله وليكم …
قال تعالى:-
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ}
[محمد:١١].
للحديث بقية إن كان في العمر بقية
نكمله إن شاء الله سبحانه وتعالى.
والله المستعان