ظاهرة التنمر الإلكتروني عبر مواقع التواصل الإجتماعي. ..
متابعه ضياء عبدالحميد
القاهره
أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي سبلاً أسهل للتواصل والتعبير عن الآراء والأفكار والتوجيهات السياسية والإحتماعية ، وباتت منصة تمُارس من خلالها الحريات إلي أن تجاوز بعض المستخدمين حدود إحترام حرية الآخرين وخصوصياتهم ، مما جعل من هذه المنصات مجالا للعنف الرمزي سواء عن طريق الكتابة أو الصوت أو الصورة وهو ما أطلق علية مصطلح ” التنمر الإلكتروني ” ، حيث يستغل المتنمر المواقع الإلكترونية كمواقع التواصل الإجتماعي لتمرير رسائل عدائية متعمدة وشديدة اللهجة كلها سب وشتم وتجريح يهدف بها تشويه صورة الفرد المتلقي وإلحاق الأذ ي به وبنفسيته.
مع التطور الهائل في التكنولوجيا ، خاصة مواقع التواصل الإجتماعي ) فيس بوك ، تويتر ، الانستجرام، غيرها …..( وانتشارها السريع في المجتمعات العربية والغربية بين الأطفال والمواهقين ازدادت نسبة التنمر الإلكتروني خاصة في ظل ظهور التطبيقات المتنوعة بشكل متواصل وسريع جدا. …
فالتنمر الإلكتروني شكل من أشكال العنف والعدوان تجاه الآخرين سواء كان بصورة جسدية ، أو لفظية ، أو اجتماعية ، أو جنسية ، حيث يعتمد علي استخدام وسائل الاتصال الحديثة وتطبيقات الإنترنت )الهواتف الذكية ، والحاسب المحمول ، والبريد الإلكترونى ، ومواقع التواصل الإجتماعي ( وذلك بهدف إيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية.
وفي إطار هذا الواقع الجديد بإيجابياته وسلبياته الذي أفرزته لنا تكنولوجيا الاتصال الحديثة يكون من الضروري أن نفكر في الأسلوب المناسب الذي يحمى الأجيال الجديدة من الأطفال والمواهين والشباب من التأثيرات السلبية للرسائل الضخمة المنقولة عبر الإنترنت ، ومن هنا أصبح من الضروري أن يهتم العالم بنشر مبادئ تسمي” بمباد ئ التربية الإعلامية ” وهي مجموعة القواعد والأدوات التي يستوجب تلقينها للأفراد بهدف توعيتهم بسلبيات وإيجابيات تكنولوجيا الإعلام والاتصال التقليدية والحديثة ) مواقع التواصل الاجتماعي ( ومن هنا أصبح التطور السريع لتكنولوجيا الإتصال سلاح ذو حدين يجب توظيفه واستخدام تقنيانه بطريقة صحيحة.
كما أثرت مواقع التواصل الإجتماعي )السوشيال ميديا( علي ثقافة الحوار والعلاقات الإجتماعية. .
فأصبحنا في عالم التحول الرقمي الذي تحولت فيه لغة التواصل والحوار من الطرق التقليدية والتفاعلات المباشرة إلي طرق غير مباشرة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وهي لغة تواصل العصر الذي فرضها التقدم التكنولوجي علينا ، فأصبحنا نتفاعل ونتواصل من وراء شاشات إلكترونية ، فأصبحنا نجلس في مكان واحد وكل منا في هاتفه ووراء شاشته الإلكترونية يتفاعل معها بطريقته الخاصة ، فنكون داخل أسرة واحدة ومكان وواحد ولكن كل منا في عالمة الإفتراضي الخاص به وهذا ما جعلنا غرباء تحت سقف واحد. ….
ولذلك أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي) السوشيال ميديا ( سلاح ذو حدين
فعلي الرغم من التقدم التكنولوجي الهائل واستخدام مواقع التواصل الإجتماعي واستخدام أطفالنا للأجهزة الإلكترونية التي ساعدت علي توسع الأفق لديهم واكتسابهم العديد من المعلومات وجعلتنا منفتحين علي العالم بأكملة ، الإ أننا افتقدنا روح الحوار وثقافته
والتي خلقت جيل يفتقد مايسمي بثقافة الحوار …فأصبحنا أمام جيل لا يستطيع التعبير عن نفسة بطريقة صحيحة ، جيل اكتسب العديد من الثقافات المختلفة التي لا تتناسب مع مجتمعنا وتعلق بها وترسخت بداخلة.
جيل يفتقد مهارة الإستماع للآخر والإنصات له واحترام رأي الآخر وتقبل النقد
جيل يفتقد التفاعلات الإجتماعية وأصبح يميل للعزلة والإنسحاب الإجتماعي وذلك لقضاء وقت كبير أمام الشاشات الإلكترونية.
أصبح التنمر الإلكتروني ظاهرة تهدد أطفالنا. .
مع التطور والتقدم التقني والإلكتروني الهائل في كافة المجالات ، فقد تطورت أساليب اللعب والترفي ه أيض اً ، حيث لم يعد اللعب التقليد ي يجذ ب انتباه الأطفال ، ب ل أصبح أطفال هذا الجيل ينجذبون إلي أنواع أخري من الألعاب نتيجة انتشا ر الكمبيرتر وألعاب الفيديو والأنترنت ، حيث تتمتع هذه الألعاب بعنصر التشوي ق والمغامرة وهو ما يلامس احتياجات الأطفال في هذه المرحلة .
ومن أكثر هذه الألعاب شيوع اً في هذا العصر ما يعر ف بالألعاب الإلكترونية ، فقد انتشرت انتشار اً واسع اً ووجدت لها سوق اً رائج اً نظر اً لما تتمتع به من جاذبي ة ورسوم وألوان ومغامرة ، مم ا جعلها تستحوذ علي عقول الأطفال واهتماماته م وأصبحت الشغل الشاغل لهم ، إذ لا يكا د يخل و منها بيت ، وعلي الرغم م ن الفؤائ د التي تتضمنها بعض الألعاب الإلكترونية ، إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياته ا ، وذل ك بما تحمله في طياتها من مخاطر صحية واجتماعية ونفسية وتربوية ،لذلك ينبغ ي الإلتفات إليها وتوعي ة الطفل بها والحد م ن سلبياتها، وعدم الإفراط في استخدامها حتي لا نصل إلي حد ما يسمي “بالإدمان الإلكتروني ” الذي ينتج عنه العديد من المشكلات التي تضر بأطفالن ا
كما أصبح إيذا الأطفال عبر شبكة الانترنت أمراً سهلاً ، إذ أن غالبية الأطفال يحملون هواتف ذكية والتي تمكنهم من إستقبال الرسائل وإرسالها ، والتعرض للعديد من الفيديوهات والألعاب التي تحمل في مضمونها ما يتعارض مع المرحلة العمرية للطفل ، ولذا يجب علينا أن نلقي الضوء علي هذه الظاهرة التي تشكل خطرا علي صحة الاطفال النفسية والاجتماعية والصحية وهى ما تسمي “بالتنمر الإلكتروني للأطفال” .
وأشكال التنمر الإلكتروني بالنسبة للأطفال. ..
– مواقع التواصل الإجتماعي
– الألعاب الإلكترونية التي انتشرت بشكل سريع جدا والتي تجذب الطفل إليها لما بها من عوامل جذب وتحديات مثل لعبة الحوت الازرق ، وكثير من الألعاب والفيديوهات الإلكترونية التي تعلم الطفل العنف والعدوان والثقافات المختلفه المؤذية ويعتبر هذا شكل من اشكال التنمر الإلكتروني.
– الرسائل والمحادثة الفورية عبر أجهزة الألغاب المتطورة.
– خدمة الرسائل النصية علي الهواتف المحمولة.
– برامج الشات والمحادثات الجماعية مثل )الواتس أب(
كيف نحمى أطفالنا من ظاهرة التنمر الإلكتروني
– لابد من تشجيع أطفالنا علي التعبير عن مشاكلهم النفسية والإجتماعية ، بشكل ودي واحتواء الطفل من قبل الأبوين .
– التحكم بإستخدام الأجهزة الإلكترونية أصبح شئ مهم جدا وأساسي بالنسبة للطفل ، حيث قضاء وقت طويل أمام الأجهزة الإلكترونية يؤدي بالطفل إلي العديد من المشكلات السلوكية التي تؤثر علي جوانب النمو المختلفة للطفل .
– لابد من مراقبة الطفل حين يستخدم الأجهزة الإلكترونية ، والتأكد من أنه يستخدم تطبيقات مفيدة ، وغير مؤذية علي سلوكه ، فنحن أمام عالم ممتلئ بالألعاب والتطبيقات الإلكترونية التي ترسخ في نفوس أطفالنا ثقافة لا تتناسب مع ثقافتنا.
– تعليم الأطفال أن يتجاهلوا الأشخاص والفيديوهات ذوي السلوك السئ.
– لابد من تشجيع الطفل علي تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية ، لتزيد ثقته بنفسه
، وحتي لايميل للعزلة ويصبح معظم وقته داخل عالمة الإفتراضي.
د \ مني كمال شاهين
مدرس مساعد بكلية التربية للطفولة المبك ر ة جامعة القاهر ة