ظلالٌ لا تطير
بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠
الشاعرة و القاصة اليمنية المهاجرة/ ليلى إلهان ٠
[ صاحبة قصائد : إلهانيات٠٠ !! ]
” لا جدوى أن أمحوك
من ذاكرتي
لأنك ببساطة عين القصيدة
ولسان حال العشّاق ” ٠
٠٠٠٠٠٠٠٠
عندما نتجول في الشعر اليمني الذي له طابع و مذاق خالص منذ العصر الجاهلي و حتى الحديث نجد ديوان العرب يذخر بشعراء يمنيين لهم بصمات الريادة الشعرية و اللغوية التي جسدت تلك المعالم الثقافية في ظل التراث و الحضارة و الممالك اليمنية التي تميزت بها الجزيرة العربية و شهدت تطور للقصيدة العربية ٠
و هذه ليلى إلهان شاعرة من جيل التسعينيات تحمل هموم الوطن و تتذكر شارع سبعة في مدينة صنعاء حيث تصف الواقع و قضايا الناس و مدى الصراعات التي إصابة مسيرة بلاد اليمن السعيد ٠
و تتجلى قصائد النثر في تقديم قضايا المجتمع بما فيها هموم المرأة والطفل والإنسان ، و شاعرتنا تكتب قصيدة النثر المكثفة تحت عنوان ( إلهانيات) ٠
= أليست هي القائلة في ديوانها تحت عنوان ( في شارع سبعة ) :
“في شارع سبعة يتكئ الجوع / تتكئ امرأة على وسادة التسول والدموع/ في شارع سبعة أمشي بجسد عار/ كميت يتوق لغيره/ كفراشة تلتف حول عنق القنديل وتغادر/ في شارع سبعة / أتخيل أولادا يلعبون/ وأناسا يضحكون/ وبيوتا ابوابها متسعة للفضاء/ لخبز/لقهوة/ لامرأة جميلة/ تعد الابتسامات/ تخطف وردة لتهديها / لحبيبها العائد من المهجر ” ٠
نشأتها :
———
ولدت الشاعرة و القاصة اليمنية ليلى إلهان الجحدري بمدينة صنعاء ٠
و هي مهاجرة حيث تقيم بأمستردام هولندا ٠
– عضو إتحاد الأدباء والكتاب اليمني ٠
– عضو نادي القصة إملقة ٠
– حاصلة على جائزة الدولة للشباب فن الشعر اليمن.
– وجائزة الدكتور عبد العزيز المقالح للإبداع الأدبي.
* و قد صدر لها :
الاصدارات:
– فاتحة القصيدة
– القمر الذي كرغيف السكر
– قليلا ما أكون
– أنا ولكني خارج الخدمة
– دون سابق حب
– كأنك زهر الكولونيا
– شارع سبعة
– غزل
– ديوان شعر بعنوان (ظلالٌ لا تطير) عن دار أزمنة 2022 م٠
الكتاب فاز بجائزة الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق ٠
– كما ترجمت لها بعض النصوص الشعرية الى اللغة الانجليزية في ملف خاص بالادب اليمني (بترا) ٠
مختارات من شعرها :
————————-
و تقول الشاعرة ليلى إلهان في قصيدة تحمل دلالات حكاية شاعر شاهد على رحلته مع السنين في توثيق حالته الوجودتة في مكاشفة حيث الغزل عنوانه والأنثى منتهى قصيدته لأنها صوت الحياة القوي :
لأنّه شاعرٌ يكتبُ
على ظلالِ السنينِ عمره،
ويُخبّئُ رائحةَ الأنثى
في قصائدِه.
ما زال هو الفتى
المغمور بالرجولةِ،
يمنحُ الحبَّ الضجرَ
زهرَ نيسان،
ولبوحِ النّايـاتِ شغفَ الضّوء.
***
و شاعرتنا ليلى إلهان ترسم حالة تمرد بين القديم و الجديد و الحنين إلى الجذور ، فنراها تختصر الحياة برؤية المرأة التي صنعت الحياة و الحضارة من وحي ملكة سبأ بلقيس فتقدمها لنا قصيدة يافعة الحضور في عالمها المترامي ، فتقول في قصيدتها التالية تحت عنوان ( يعودُ إلى نفسِه سالمًا) :
أحملُ امرأةً معي
لها من الحبِّ
ما يملأُ قلوبَ العاشقينَ لهفةً،
وترابُ وطنِها حرية.
لها من أحلامِ قريتِها
أساورُ شوقٍ،
وفي عينيها تتلألأُ الحكايا
ندىً
ومغفرةً
وبهاءْ.
أحملُ امرأةً معي،
في صدرِها جمرُ الفراق،
وهمسُ بكائها
يجرُّه عتابُ الطفولة،
يسبقُها،
يدحرجُها كحجرٍ،
ويعودُ إلى نفسِه سالمًا ٠
***
و نختم لها بهذه القصيدة تحت عنوان( صباحٌ مباح كظلمة يائيل ) حيث ينتابها قارعة من الحزن و الألم بعد تحول جمال الطبيعة و اطمئنان الإنسان اليمني إلى عثرات ضربت التاريخ و الحضارة و الثقافة في مقتل قضى على القيم و المعاني الجميلة و كل شيء حل عليه لعنة الحرب و التشرد و الدمار في نبرة حزنة متدفقة لأنها تهنأ يوما بهذا النعيم من قبل ، و من ثم تقول فيها شاعرتنا اليمنية المغتربة ليلى إلهان :
استريحوا أيها الغرباء،
فلقد صارت بيوتنا
ملجأً للجثث الغريبة،
وحدائقنا مأوًى للذخيرة،
ومدارسنا مراكز
لتوزيع العواطف الفاسدة.
استريحوا أيها الغرباء،
لقد أصبح كأس الشاي فارغًا
من أنفاسنا الباردة،
ومن نشيج البيادر المسافرة،
كأوهامنا.
استريحوا أيها الغرباء،
فالفقراء الزاهدون
يتقلّدون أساور البرزخ
في جوف أمانيهم،
ويخطبون على مددٍ من التوابيت.
استريحوا أيها الغرباء،
فالحب مات في قلبي
كأيّ رغبةٍ رثّة
لم تعد مستعدة للفرح،
أو لجمع بلهاء العالم
وإغراقهم في جحيم الحب.
أيها الغرباء،
ما زالت الحجارة ثائرة،
والشوارع متأهبة للانتفاضة،
وجحافل الطبول تقرع
على الجسور وعربات الزهور.
ما زالت الحجارة في أيدي الأطفال
كقناديل الأعياد،
وكعك الأعراس،
ومواسم الحنطة.
استريحوا أيها الغرباء،
فالمزمار أصبح بندقية،
والعساكر يصنعون من أظافري
نياشين على أكتافهم،
وعلى ابتساماتهم أسنان من ذهب،
يصنعون من عظامي شمّاعات
لتعليق قبعاتهم المتسخة،
ويشربون نخب دموعي
ونخب كل صباحٍ مباح
كظلمة، يائيل.
و بعد رحلة التأمل مع الطواف حول أمشاج من شعرها بعنوان (إلهانيات) نتمنى أن نكون قد قدمنا لوحة شعرية تفيض بالمشاعر الصادقة و المؤثرة في ثنائية تجسد لنا جمال هذا اللون الممتد مع فنون الشعر و الحداثة داخل قضايا العصر بين رؤى تكشف حصاد الروح بين الواقع و الخيال في سبحات تختصر لنا الحياة دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠
ظلالٌ لا تطير


