عبدالله الزيات.. من ملاعب الاحتراف العربي إلى قيادة النهضة السعودي
كتب طه محمد
حوار خاص يكشف أسرار مسيرة لاعب صنع التاريخ ومدرب يصنع المستقبل
في أمسية رياضية شيقة، جلسنا مع الكابتن عبدالله الزيات، اللاعب المصري الذي جاب ملاعب العرب من المحيط إلى الخليج، وصنع لنفسه تاريخًا فريدًا كلاعب محترف قبل أن يتحول إلى مدرب يقود اليوم مشروعًا طموحًا مع نادي النهضة السعودي.
مسيرة لاعب لا تتكرر
قبل أن ندخل في تفاصيل تجربتك الحالية، دعني أستعرض أمام القراء محطات مسيرتك كلاعب، والتي تُعد واحدة من أغنى المسيرات في تاريخ اللاعبين المصريين على مستوى الاحتراف العربي.
فأنت بدأت في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي المصري، ثم انطلقت لتصنع لنفسك تاريخًا حافلًا في الدوريات العربية.
في موريتانيا، لعبت لثلاثة من أكبر أنديتها وهي الميناء، الرياض، ونواذيبو، وهناك كتبت اسمك بحروف من ذهب كأول لاعب مصري يحترف في الدوري الموريتاني.
وفي سلطنة عُمان، ارتديت قميص نادي بُهلاء، حيث عشت تجربة مميزة في دوري يتميز بالندية والقوة.
أما في لبنان، فكنت أحد نجوم نادي الشباب العربي، حيث قدمت عروضًا لافتة في الدوري اللبناني.
ولم تكتفِ بذلك، بل خضت تجربة احترافية في الإمارات مع نادي سَاعد، قبل أن تنتقل إلى الأردن لتمثل فريق الشيخ حسين.
تاريخ طويل ومتنوع يمنحك، بلا شك، مكانة خاصة في ذاكرة كرة القدم العربية. كيف تنظر اليوم إلى هذه المسيرة الفريدة؟
الزيات:
أشعر بالفخر والامتنان لكل محطة في مسيرتي. اللعب في كل هذه الدول أكسبني خبرات فنية وإنسانية هائلة، وساعدني على فهم مدارس كروية مختلفة وثقافات متنوعة. كل تجربة كانت بمثابة درس جديد في حياتي، وأعتبر أن احترافي في موريتانيا تحديدًا كان علامة فارقة لأنه فتح الباب أمام لاعبين مصريين آخرين لخوض تجارب مشابهة.
من الملاعب إلى مقاعد التدريب
بعد هذه الرحلات، كيف جاء قرار الانتقال إلى التدريب؟
الزيات:
كرة القدم بالنسبة لي ليست مجرد مهنة، بل شغف ورسالة. بعد اعتزالي اللعب شعرت أن الوقت قد حان لأشارك خبرتي مع الأجيال الجديدة. بدأت مشواري التدريبي في قطاع الناشئين بالأهلي المصري، ثم انتقلت إلى الخليج حيث توليت تدريب فرق الفئات السنية في نادي الثقبة السعودي وخضت تجربة مهمة مع نادي جعلان العُماني. هذه المحطات منحتني رؤية تدريبية أوسع، وأكدت لي أن صناعة اللاعب تبدأ من العمل القاعدي.
النهضة السعودي.. مشروع يصنع المستقبل
لننتقل إلى تجربتك الحالية. كيف جاءت مفاوضاتك مع نادي النهضة السعودي؟
الزيات:
تواصلت معي إدارة النادي في إطار خطة طموحة لتطوير فرق الفئات السنية. أعجبتني رؤية النهضة التي تركز على بناء قاعدة قوية من اللاعبين تخدم الفريق الأول مستقبلاً، فوافقت دون تردد. هدفي هو إعداد جيل ذهبي يعيد النهضة إلى مكانته الطبيعية بين كبار أندية السعودية.
إشادة بالإدارة النهضاوية
كيف تصف تعاونك مع إدارة النادي؟
الزيات:
الحقيقة أن نجاح أي مشروع يحتاج إلى إدارة تؤمن بالرؤية، وهذا ما وجدته هنا.
أشكر الأستاذ إبراهيم المولد رئيس النادي على قيادته الحكيمة ودعمه المستمر.
كما أقدّر جهود الأستاذ عثمان بوجليع المدير التنفيذي للنادي الذي يسهّل كل الأمور الإدارية.
ولا أنسى الأستاذ عبدالله النهدي نائب الرئيس على متابعته الدائمة للمشروع.
وأخص بالشكر الأستاذ سعد بن مطلق المدير التنفيذي لكرة القدم الذي يعمل ليل نهار لتوفير كل احتياجات الفريق.
هذا التكامل الإداري يمنحنا بيئة مثالية للعمل وتحقيق الأهداف.
رؤية تدريبية وطموحات مستقبلية
ما الركائز التي تبني عليها مشروعك مع النهضة؟
الزيات:
أركز على تطوير اللاعبين فنيًا وبدنيًا عبر برامج تدريبية حديثة، والاستفادة من البنية التحتية التي وفرتها إدارة النادي، مع الحفاظ على استقرار إداري يتيح لنا العمل طويل المدى.
وأين ترى نفسك والنهضة خلال السنوات المقبلة؟
الزيات:
أطمح أن يصبح النهضة واحدًا من أندية القمة في السعودية خلال خمس سنوات، مع فريق أول مدعوم بجيل موهوب من الفئات السنية. وعلى المستوى الشخصي، أسعى لقيادة فرق كبرى والمشاركة في بطولات عربية وقارية.
رسالة إلى اللاعبين والجماهير
ما نصيحتك للاعبين الشباب، وما رسالتك لجماهير النهضة؟
الزيات:
أنصح اللاعبين بالصبر والانضباط، فالموهبة وحدها لا تكفي. النجاح يحتاج إلى عمل جاد وتطوير مستمر.
أما لجماهير النهضة فأقول: ثقوا في مشروعنا، فبدعمكم وتشجيعكم سنعيد النادي إلى مكانته الطبيعية ونحقق الإنجازات التي تليق بتاريخ النهضة العريق.
امن الأهلي المصري إلى ملاعب موريتانيا وعُمان ولبنان والإمارات والأردن، ثم إلى مقاعد التدريب في السعودية، يواصل الكابتن عبدالله الزيات رحلة نجاح لا تعرف المستحيل. وبين خبرته الكبيرة ودعم إدارة النهضة، يبدو أن القادم يحمل الكثير من الأفراح لجماهير هذا النادي الطموح.
عبدالله الزيات.. من ملاعب الاحتراف العربي إلى قيادة النهضة السعودي
كتب طه محمد
