عبد الرحيم دقلو بين الغطرسة والغباء السياسي
كتب/ أيمن بحر
أثار تسجيل مصور ظهر فيه عبد الرحيم دقلو وهو يعلن بوضوح وبتكرار ثلاث مرات عبارة ما داير لي أسير أبداً حالة واسعة من الغضب والاستهجان خاصة أن حديثه جاء متزامناً مع مجزرة الفاشر التي راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين في مشهد مؤلم يعكس استخفافاً كاملاً بحياة الإنسان وسقوطاً أخلاقياً وإنسانياً غير مسبوق
ما قاله دقلو لم يكن مجرد زلة لسان بل يعكس عقلية تتغذى على العنف وتستمد قوتها من الفوضى والإفلات من العقاب فبدلاً من أن يقدم نفسه كقائد مسؤول يبرر أفعاله أمام المجتمع الدولي اختار أن يفضح نفسه أمام العالم بتصريحات ستلاحقه طويلاً في سجلات المحكمة الجنائية الدولية
الأدهى من ذلك أن الجنجويد أنفسهم يوثقون جرائمهم بالصوت والصورة وينشرونها على الملأ وكأنهم يتفاخرون بما يرتكبونه من انتهاكات في حق الأبرياء وهذا بحد ذاته دليل على مستوى من الغباء الممنهج الذي يجعلهم لا يدركون خطورة ما يفعلون ولا العواقب القانونية التي تنتظرهم
إن ما حدث في الفاشر لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة فالعالم كله بات يشاهد ويسمع ويعرف من يقف وراء هذه الجرائم ولهذا فإن عبد الرحيم دقلو سيكون بلا شك المطلوب الأول لدى المحكمة الجنائية ثم من نفذوا أوامره وعلى رأسهم الملقب بأبولولو
وإذا كان التاريخ يعلمنا شيئاً فهو أن الطغاة الذين يتباهون بدماء الأبرياء سرعان ما يسقطون في فخ غبائهم وغرورهم فهؤلاء الذين يظنون أنفسهم قادرين على حكم دولة بعقلية السلاح والانتقام إنما يقودون أنفسهم إلى الهاوية لأن من يستهين بالإنسان لا يمكن أن يصنع وطناً بل يزرع الفوضى والدمار

