عشاق الفلك يترقبون “قمر الدم” في خسوف كلي الأحد
متابعة أشرف ماهر ضلع
في حدث سماوي مثير ينتظره عشاق الفلك حول العالم، يشهد كوكب الأرض مساء الأحد الموافق 4 سبتمبر 2025، خسوفًا كليًا للقمر يُعرف بظاهرة “قمر الدم”، حينما يتلون وجه القمر باللون الأحمر الداكن في مشهد بديع يترقبه الملايين.
تحدث هذه الظاهرة عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على خط واحد تمامًا، بحيث تقع الأرض بين الشمس والقمر، وتحجب ظلها أشعة الشمس المباشرة عن سطح القمر. وعندما يكون القمر في طور البدر، يخترق الضوء الشمسي الغلاف الجوي للأرض، فتتشتت الأطوال الموجية الزرقاء وتنفذ الأطوال الموجية الحمراء لتمنح القمر مظهرًا شبيهًا بلون الدم.
أفضل أماكن الرصد
ستكون الفرصة الأكبر لمشاهدة “قمر الدم” في كل من الصين والهند وشرق إفريقيا وغرب أستراليا، بينما ستتاح إمكانية المشاهدة لفترة وجيزة في أوروبا عند طلوع القمر في وقت مبكر من المساء. أما في الدول العربية، فستختلف إمكانية الرصد باختلاف موقع الدولة وظروف الطقس.
رأي الخبراء
أوضح عالم الفيزياء الفلكية في جامعة بلفاست، الدكتور رايان ميليغان، أن “الأشعة الحمراء هي الوحيدة التي تتمكن من الوصول إلى القمر بعد انعكاسها وتشتتها عبر الغلاف الجوي للأرض، وهو ما يُكسب القمر لونه المميز أثناء الخسوف”. وأكد أن متابعة هذه الظاهرة لا تتطلب أدوات فلكية معقدة أو نظارات خاصة كما هو الحال مع كسوف الشمس، بل يكفي أن تكون السماء صافية والرائي في مكان مفتوح.
أهمية الظاهرة
هذا الخسوف يُعد الثاني من نوعه خلال العام الجاري بعد الخسوف الذي رُصد في مارس الماضي، ويأتي كتمهيد لظاهرة فلكية أكبر يشهدها العالم في 12 أغسطس 2026، حيث سيقع كسوف كلي للشمس يُعد الأول من نوعه في أوروبا منذ عام 2006، وسيكون مرئيًا بشكل كامل في إسبانيا وأيسلندا، وجزئيًا في دول أخرى.
وبينما يترقب المتخصصون والهواة هذه الظواهر لتوثيقها ودراستها، يظل المشهد بالنسبة لعامة الناس تجربة بصرية وروحية نادرة تذكّر بعظمة الكون واتساع آفاقه.
عشاق الفلك يترقبون “قمر الدم” في خسوف كلي الأحد
نصائح للرؤية المثلى
للاستمتاع بمشهد “قمر الدم” في أبهى صورة، ينصح خبراء الفلك بالابتعاد عن مصادر الإضاءة الصناعية القوية في المدن، واختيار أماكن مرتفعة أو مفتوحة مثل الصحاري أو السواحل. كما يُفضل استخدام المناظير المزدوجة (Binoculars) أو التلسكوبات الصغيرة لرؤية تفاصيل سطح القمر بوضوح أكبر. وبالنسبة للمصورين، فإن استعمال الكاميرات المزودة بعدسات مقربة ثلاثية القوّة سيمنح لقطات مبهرة توثق هذا الحدث النادر.