الرئيسيةمقالاتعقول منتهية الصلاحية
مقالات

عقول منتهية الصلاحية

عقول منتهية الصلاحية

بقلم
وليد وجدى

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتغير فيه المفاهيم، ما زالت بعض العقول تعيش خارج إطار الزمن؛ عقول توقفت عن التطور ورفضت التحديث، عقول يمكن أن نطلق عليها بحق «عقول منتهية الصلاحية». ليست المشكلة في قلة الإمكانيات، ولا في وجود التعليم أو جودته، ولا في نوع التربية المنزلية، ولا في فقر الأسرة أو غناها؛ فكم من أسر عاشت تحت خط الفقر وخرج منها علماء، وكم من طبقات عالية المستوى التعليمي لم تُنتج فكراً متجدداً. المشكلة الحقيقية تكمن في الإصرار على الجمود ورفض كل جديد، وكأن التغيير جريمة لا تُغتفر.

عقول منتهية الصلاحية ترى أن الماضي هو الحل لكل مشكلات الحاضر، فتكرر الأخطاء نفسها وتنتظر نتائج مختلفة. تحارب الفكر الحر، وتخشى الحوار، وتغلق أبوابها أمام العلم والمعرفة، بينما العالم من حولها يخطو خطوات واسعة نحو التقدم.

الخطر الحقيقي لا يكمن في وجود هذه العقول فحسب، بل في منحها مساحة للتأثير وقيادة الرأي العام؛ فتزرع الإحباط في نفوس الشباب، وتقتل الطموح، وتضع العراقيل أمام أي محاولة للإصلاح أو التطوير. فالشباب اليوم لا يحتاج إلى أوامر قديمة، بل إلى فكر واعٍ يستوعب روح العصر ويؤمن بالاختلاف.

وفي ظل هذا الفراغ الفكري، يتجه بعض الشباب أحيانًا إلى طرق سهلة المنال في بدايتها، هروبًا من الواقع، فيقعون فريسة لعقول أخرى فقدت السيطرة، ويكون المخدر الملعون أحد هذه الطرق، ليصبح ذلك المسار بداية لموت العقل قبل موت الجسد.

إن تجديد العقول لا يقل أهمية عن تجديد المؤسسات؛ فالعقل هو المحرك الأول لأي نهضة حقيقية. ولا بد من مراجعة الأفكار قبل أن تنتهي صلاحيتها، وفتح المجال للنقد البنّاء، وتشجيع ثقافة التعلم المستمر؛ لأن العقل الذي لا يتطور، يتآكل.

وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل نملك الشجاعة الكافية للتخلص من العقول منتهية الصلاحية، واستبدالها بعقول قادرة على التفكير، والإبداع، وصناعة المستقبل؟

بقلم: وليد وجدي

أتمنا مستقبل اولادنا
عقول صاحب الصلاحية
جودة – ابداع – تعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *