عندما التقينا

عندما التقينا كان قلبي
يعد الدرب كي يلقاك ميل
وكان الليل يجمعنا كلاما
يذوب بنبضه القلب العليل
وراحت نغمة الاشواق تجري
كحلم ضاع بين الريح سيل
وارسل ضوء عينيك اشتعالا
لقلبي ثم غطاه الهديل
وفي نبض التلاقي كنت ارقى
كأنك من مدى الروح السبيل
وكنا مثل طفلين اقتسما الدمع
والبسما ودفء المستحيل
وكم غنى الهوى منا طويلا
وكم فرح الزمان بنا قليل
وكم نثرت لنا الايام شوقا
يزين خطوتينا كل ليل
وكنت اراك في صدري صباحا
ويمحو وجهك الحزن الثقيل
وكنت احبك حتى صمت عينيك
واحبك حين يبكيك الرحيل
ولكن بعدها خانت خطاك
وصار الوصل منفيًّا ذليل
وصرنا مثل اوراق مبعثرة
تحاصرنا العواصف والذبيل
نسيت اللقاء وانت تعرفين
بان النسيان اقسى من قتيل
نسيت الحب لما ضاق صدري
وصرت لقلبنا الوجه الخميل
رميت السهم في روحي فذاب
وغاص الجرح في عمق غليل
فصار الحنين نهرا باكيا
يسيل ولا اراه له سبيل
وقلت تعود؟ لا… ما عاد شيء
سوى طيف يغادره الدخيل
ولكني اريدك رغم جرحي
وفي صدري لعودك الف ميل
لعلّك حين تسقين السنين
تعودين اعتذارا يا رحيل
ولكن حين يرجع طيف ظلك
سيرجع مثل وهج من دخيل
ساغلق باب قلبي دون حلم
فقد اسرفت في وعد بخيل
وكيف اعود والدنيا بعيني
تدوي بالعتاب وبالذهول
وكيف يعود حب قد بكاه
ربيع العمر حين غفا القتيل
وكيف اضم حلما كان يوما
حقيقيا وصار بلا دليل
كرامتي التي قتلت فيها
بقايا عزتي صارت هزيل
دموعي سفكت مني كرامة
وما ذنب الدموع سوى الرحيل
اه من دمعة سكنت ضلوعي
تهدد في جروحي وجدها المقتيل
وما جرحي سوى ذكرى كسير
تلوح ولا ارى عنها رحيل
وسيأتي يوم ندم يوم حزن
يوم يذبل فيك ضوءك يا جميل
سترجعين للذكرى وتبكين
على فقد احتضان المستحيل
وترين عزتي رجعت لقلبي
تعمدها الاسى والحزن صيل
وترجع مهجتي مثل النخيل
تقاوم ريح احباط ثقيل
واذوب من الوفاء كما تعودت
واعلم ان قلبي كان سيل
ولكنك في وهمك ذبت
وصرت لجرح نفسك خير سيل
ويبقى القلب من تعب الليالي
حزينا لا يداوي ما يميل
ويبقى كل ما في الحب موتا
اذا غاب الذي يهدي السبيل
ويبقى الليل عنواني اذا ما
تذكرت اللقاء على الرحيل
ويبقى قلبي المكسور ذكرى
ويبقى صوتك الماضي دليل
ويبقى العمر يمشي دون ظلك
ويبقى بعد حبك… صمت ليل
للشاعر
صلاح على قطب زهران
عندما التقينا

