المقالات

عن أبو العباس أحمد الصنهاجي

جريده موطني

عن أبو العباس أحمد الصنهاجي

بقلم / محمـــد الدكـــروريعن أبو العباس أحمد الصنهاجي

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام شهاب الدين القرافي وهو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي العلاء إدريس بن عبد الرحمان بن عبد الله بن القرافي الصنهاجي المصري، والإمام شهاب الدين القرافي هو علم من أعلام المذهب المالكي، وأخذ أكثر علمه عن العز بن عبد السلام، وهو محقق وصاحب تصانيف ومؤلفات قيمة بديعة، ما زالت أيدي طلبة العلم منها ملأى، ولقب بالقرافي، ووُلد بمصر، ونشأ فيها، وفيها مات، وسُمي القرافي نسبة إلى محلة بالقاهرة تسمى القرافة، وهي المحلة المجاورة لقبر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، وقيل أنه نسب إلى القرافة من غير أن يسكنها وكان أصله من صعيد مصر الأسفل.

 

وولد الإمام شهاب الدين القرافي بمصر سنة ستمائة وست وعشرين من الهجرة، وكان ملما بعلوم شتى كالفقه والأصول واللغة والأدب وعلم المناظرة والطبيعيات وله معرفة بالتفسير، وكان يحث على الاستزادة من العلوم بقوله ينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الاطلاع على العلوم ما أمكنهم، ونشأ الإمام شهاب الدين القرافي رحمه الله تعالى في قريته الصغيرة من قرى بوش، وتعلم فيها القراءة، والكتابة، وحفظ القرآن، وكان عالما مجتهدا من أعلام المالكية، متبحرا في أغلب الفنون، من فقه وتفسير وحديث ونحو، قصده العلماء وطلاب العلم من الآفاق البعيدة للأخذ عنه، وانتهت إليه رئاسة المالكية، وولي التدريس بالمدرسة الصالحية بعد وفاة الشيخ شرف الدين السبكي رحمه الله تعالى.

 

ثم أخرجت عنه لقاضي القضاة نفيس الدين، ثم أعيدت إليه بعد مدة، وقام بالتدريس بمدرسة طيبرس، وقام بالتدريس أيضا بجامع مصر، وكان بارعا أيضا في عمل التماثيل المتحركة في الآلات الفلكية وغيرها، وقد قال في قصة معرفة طلوع الفجر أن الشمعة يتغير لونها في كل ساعة، وفيه أسد تتغير عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد إلى الحمرة الشديدة، في كل ساعة لها لون، وقد شهد له العلماء بالإمامة والعلم وأثنوا عليه بما هو أهله، فقال عنه تلميذه ابن راشد كان معتكفا على التعليم على الدوام صيفا وخريفا وربيعا وشتاء، وقال عنه الذهبي كان إماما في أصول الفقه وأصول الدين عالما بمذهب مالك، وعالما بالتفسيرو مشاركا في علوم أخرى، وله المصنفات الكثيرة والمفيدة.

 

وقال عنه محمد مخلوف كان القرافي مؤلفا متقنا وشيخا للشيوخ، وهو عمدة أهل التحقيق والرسوخ، ومصنفاته شاهدة له بالبراعة والفضل، ألف التآليف البديعة البارعة، وكان منصفا يتبع الحق حيثما وجد وإن كان مخالفا لمذهبه، وكان من شيوخه هو أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الدويني المعروف بابن الحاجب، وشمس الدين الخسر وشاهي وعبد العظيم بن عبد العظيم بن عبد القوي زكي الدين المنذري، وعز الدين بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي، وأبو بكر شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي، وأبو محمد بن عمران بن موسى المشهور بالشريف الكركي، وابن أبي الفضل المريسي، والخونجي،عن أبو العباس أحمد الصنهاجي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار