أخبار ومقالات دينية

عن الأمن الإجتماعي والإقتصادي

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الأمن الإجتماعي والإقتصادي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، الذي حارب في غزوة بدر الكبرى والتي وقعت في السنة الثانية من الهجرة، في السابع عشر من شهر رمضان، والذي كان سببها هو اعتراض المسلمين لقافلة قريش المتجهة إلى مكة بقيادة أبي سفيان، فهبّت قريش لحماية قافلتها وحصل القتال بين المسلمين، وبلغ عدد المشركين ألف مقاتل، فيما كان عدد المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وانتهت بانتصار المسلمين وقتل سبعين من المشركين وأسر سبعين آخرين وتم عتقهم بالمال، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن الأمن الإجتماعي يستمد مقوماته بشكل أساسي من النظام، ويتميز بالاستقرار، والاستمرارية.

وأيضا الأمن الاقتصادي وهي الحالة التي يتم فيها تدبير الضمان، والحماية لأفراد المجتمع وذلك في سبيل الحصول على احتياجاتهم الأساسية، كالمسكن، والملبس، والعلاج، بالإضافة إلى ضمان الحد الأدنى لمستوى المعيشة، وبالتالي تكمن أهمية الأمن الاقتصادي في تعزيز الوضع النفسي، والمادي لأفراد المجتمع، وكما هناك الأمن البيئي وهو تحقيق الحماية لمختلف الجوانب البيئية، من هواء، وماء، وغذاء، وذلك من خلال منع الاعتداءات عليها، ووضع القوانين الرادعة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمسببي هذه الاعتداءات، والتصرفات الخاطئة، مما يساهم في المحافظة على البيئة، وكما أن هناك الأمن النفسي، أو الأمن الشخصي وهو أَمن الفرد على نفسه.

ويتحقَق ذلك عندما يكون إشباع الحاجات مضمونا، وغير مُعرض للخطر، كالحاجات الفسيولوجية، والحاجة إلى الانتماء، والمكانة، والحاجة إلى الأمن، والحب، والمحبة، والحاجة إلى تقدير الذات، ويتحقق إشباع هذه الاحتياجات من خلال السعي، وبذل الجهد، وقد يتم تحقيقها بدون جهد، وهناك أيضا الأمن الغذائي أي مقدرة المجتمعات على توفير مختلف الاحتياجات الغذائية الأساسية لمواطنيها، وضمان تحقيق الحد الأدنى من هذه الاحتياجات، من خلال إنتاجها محليا، أو استيرادها من الخارج، وكما أن هناك أيضا الأمن القومي أي هو مقدرة أي دولة على تأمين انطلاق مصادر القوة العسكرية، والاقتصاديّة لديها، سواء كانت على المستوى الداخلي، أو الخارجي، ومقدرتها على مواجهة التحديات.

والتهديدات في الداخل، والخارج في السلم، وفي الحرب، وهناك أيضا الأمن الوطني وهو تمكن الدولة بمؤسساتها الرسمية، والشعبية جميعها من تحقيق الأمن، والحماية لمختلف مواردها المادية، والمعنوية، من أي عدوان، أو تهديد خارجي، أو داخلي، بالإضافة إلى تحقيق الطمأنينة، والاستقرار بين مختلف أفراد المجتمع، وهناك الأمن الحضري وهو ما يتعلق بالسلامة الأمنية لسكان المدن، أو التجمعات الحضرية، علما بأن الأمن الحضري يشمل الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، وما يرتبط بالتخطيط، والتصميم العمراني لمختلف التجمعات السكانية، وفي سبيل المحافظة على المال، والاهتمام بأداء حق الله فيه يقول صلى الله عليه وسلم “ما نقص مال من صدقة أو ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع عبدالله إلا رفعه الله”

وتحصين المال وحراسته والاطمئنان عليه، تكون بالزكاة التي تذهب للفقراء والمحتاجين، فتحسن من حالهم وتريح ضمائرهم كما جاء في الأثر “حصنوا أموالكم بالزكاة” فإن الاعتماد على الله، وحسن التوكل عليه، مدخل إيماني قوي للنفوس ومبعث على الاطمئنان والراحة، كما في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما، قال “كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال “يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار