الدكروري يكتب عن القصص الخرافي الباطل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، هذا هو رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم الذي أخذتة السيدة خديجة رضي الله عنها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخا كبيرا لا يُبصر ويكتب الإنجيل بالعبرية، وأخبره الرسول محمد صلي الله عليه وسلم بما حصل، فقال ورقة بن نوفل له ” هذا الناموس الذي أنزل علي موسي يا ليتني فيها جذعا، أكون حيا حين يخرجك قومك، فقال رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم ” أو مخرجي هم ” فقال ورقة نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرنك نصرا مؤزرا ” ثم توفي ورقة، وانقطع الوحي عن الرسول محمد صلي الله عليه وسلم فترة من الزمن، وقيل إنها استمرت لأيام فقط.
والغاية من ذلك طمأنة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وتشويقه للوحي مرة أخرى، إلا أن النبي محمد صلي الله عليه وسلم لم ينقطع عن الخلوة بنفسه في غار حراء، بل استمر على ذلك، وفي إحدى الأيام سمع صوتا من السماء وكان جبريل عليه السلام، ونزل بقول الله سبحانه وتعالى ” يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر” وبذلك أمر الله تعالى نبيه محمد صلي الله عليه وسلم بالدعوة إلى توحيده وعبادته وحده، وإنه ينبغي علينا جميعا أيها المسلمون الإستغناء بالقصص الصحيح عن القصص الخرافي الباطل الذي لصقه الخرافيون المبتدعون الذين لا يعلمون شيئا عن رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، وأتدري ماذا يقول الخرافيون؟ فهم يقولون سافر أعرابي إلى المدينة.
فوصل إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في القبر، وقال يا رسول الله، إن الله يقول في سوة النساء ” ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ” وإني يا رسول الله أذنبت وجئت أستغفر الله فاستغفر لي عند الله، قالوا فانشق القبر فسلم عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهذه خزعبلات لا تصح وكلام مكذوب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، ويورد مثل هذه الخزعبلات بعض الناس ولذلك يقولون الأعرابي هذا لما صافح رسول الله صلي الله عليه وسلم، أنشد بيتين، وقال يا خير من دُفنت في القاع أعظمه، فطاب من طيبهن القاع والأكم، نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه، فيه العفاف وفيه الجود والكرم، ويقول النبهاني أنه أتى الشيخ أحمد الرفاعي.
وهو من مشايخ الطرق، قال فوصل إلى الحرم المدني، فتقدم إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال في حالة البعد روحي كنت أرسلها، تقبل الأرض عنكم وهي نائبتي، ما عندهم إلا قصائد كأنهم في سوق عكاظ، أو كأنهم في أمسية شعرية، وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي، قال فمد رسول الله صلي الله عليه وسلم يده، فقبلها الرفاعي ثم عادت إلى القبر، ويقولون في المثل العامي إذا كذبت فكبر، أي إذا تعبت في الكذبة فاجعلها كبيرة، لأنك تعبت في أصل الطريق، فلماذا تتعب نفسك ثم تأتي بشيء يسير؟ قالوا تمخض الجمل فولد فأرا، فمن الحكمة أن إذا تعب الكاذب في الكذبة أن يجعلها كبيرة ظلماء صلعاء شوهاء حتى تدخل أو لا تدخل أو تقبل أو لا تقبل، فهذه هي الكذبات.
وفي صحيح البخاري وصحيح مسلم غنية عن هذا القصص الباطل، وهذا البرعي وهو شاعر يمني قبوري من الغلاة، أتى إلى قبر رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله يا من ذكره، في نهار الحشر رمزا ومقاما، فأقلني عثرتي يا سيدي، في اكتساب الذنب في خمسين عاما، ويقول يا سيدي أذنبت فاغفر ذنوبي، فهل سمعتم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغفر الذنوب؟ وهل سمعتم أنه يشافي أو يعافي؟ فمتى كان صلي الله عليه وسلم طبيبا في قبره عنده صيدلية؟ فيقول الله تعالي كما جاء في سوة الفرقان ” واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ” إنما هو مبلغ، ولو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير صلي الله عليه وسلم.