الدكروري يكتب عن ثمرة النصح في سبيل الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
أيها الإخوة الكرام فإن لضعف التربية الصالحة، وغياب أصول التعامل الصحيح بين بعض الآباء وأبنائهم ظهرت مظاهر العقوق واضحة في بعض الأسر، والتفريط في أحيان كثيرة يكون من الآباء، وإن الطرق لجعل الأبناء بارين كثيرة منها هو تربيتهم على الطاعة وتعظيم الدين والتمسك به، حيث قال الله تعالي ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم نارا” وقال الله تعالى عن نبي الله إسماعيل عليه السلام ” وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا” وفي سنن أبي داود ” أن رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قال لرجل قم احلب الناقة، ما اسمك؟ قال صخر، قال اجلس، ثم قال للثاني ما اسمك؟ قال حرب، قال اجلس ثم قال لثالث ما اسمك؟ قال مرة، قال اجلس، قال للرابع ما اسمك؟
قال يعيش، فقال صلي الله عليه وسلم قم فاحلب الناقة” إنه التفاؤل بالأسماء الطيبة، التي تورث الحب والتفاؤل وحسن الطالع، وكما يجب أن يدرك الوالدين أن النصح لا يضيع، فهو بمثابة البذر الذى يوضع في الأرض والله عز وجل يتولى سقيه ورعايته وتنميته، فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال فإما أن يستقيم الأولاد في الحال، وإما أن يفكروا في ذلك وإما أن يقصروا بسببه عن التمادي في الباطل أو أن يعذر الإنسان إلى الله، وأيضا استحضار فضائل التربية في الدنيا والآخرة هذا مما يعين الوالدين على الصبر والتحمل، فإذا صلح الأبناء كانوا قرة عين لهم في الدنيا وسببا لإيصال الأجر لهم بعد موتهم، ولو لم يأت الوالدين من ذلك إلا أن يكفي شرهم ويسلم من تبعتهم، وأيضا استحضار عواقب الإهمال.
والتفريط في تربية الأبناء والتي منها أن الوالدين لن يسلما من أي أذى يرتكبه الأبناء في الدنيا وسيكونون سببا لتعرضهم للعقاب في الأخرى، وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يعظم شأن بناته، ويشعرهن بوافر حبه ورحمته بهن، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها “ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلًّا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبّلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبّلته وأجلسته في مجلسها” رواه أبو داود والترمذي، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم لا تخطئ مشيتها مشيته، فقال إليها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ” مرحبا بابنتي ” ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسرّ إليها…” والحديث رواه البخاري، وهكذا كان الإسلام أما عند الغرب اليوم فنجد أُسرا مفككة ومهلهلة فالوالدان لا يستطيعان أن يحكما على أولادهما لا فكريا ولا خلقيا فالابن يحق له أن يذهب أين شاء أو أن يفعل ما يشاء وكذلك البنت يحق لها أن تجلس مع من تشاء وأن تنام مع من تشاء باسم الحرية وإعطاء الحقوق وبالتالي ما النتيجة ؟ أسر مفككة وأطفال ولدوا من غير زواج وآباء وأمهات لا راعي لهم ولا حسيب وكما قال بعض العقلاء إذا أردت أن تعرف حقيقة هؤلاء القوم فاذهب إلى السجون وإلى المستشفيات وإلى دور المسنين والعجزة، فالأبناء لا يعرفون آباءهم إلا في الأعياد والمناسبات ونسأل الله السلامة والتسليم، والحمد لله على نعمة الاسلام.