ادب وثقافة

عوالم الروائية هالة البدري

جريدة موطني

عوالم الروائية هالة البدري
كتب / فرج احمد فرج
باحث انثروبولوجيا
روعة الامكنة والبشر انصهرت في بوتقة عبقرية المراة مع الرجل وصنعوا منها ملاحم التاريخ البشري علي تلك الارض وتكونت الحضارات وكان للمراة دورا عميقا مختبأ تارة او من وراء ارابيسك شفيف بالمشاعر او من فوق كرسي العرش .
نظمت اللجنة الثقافية والفنية وصالون السبت الثقافى ندوة بعنوان ” تكريم الروائية هالة البدري والصحفية الامعة . وذلك فى تمام الساعة الواحدة ظهراليوم السبت الموافق 12اغسطس 2023 الجارى بنقابة الصحفيين المصرية ، وادارها الكاتب الصحفى والفنان الكبيرالأستاذ محمود الشيخ مدير الصالون والذي اهداها تذكارا قيما من تصميمه كتابها قصة وقصيدة و”حاضر فيها الأستاذ الدكتور اسامة ابو طالب رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بالقاهرة الاسبق، وهو واحد من أبرز نقاد الحركة الأدبية المعاصرة في مصر، ناقش برؤية نقدية ابرز اعمال الروائية الصحفية هالة البدر .
وادار الندوة كل من الاستاذ الكاتب الصحفي محمود الشيخ والكاتب الروائي والصحفي القدير عادل سعد الذي اثري بعبقريتة ادارة الحوار مع الاستاذه الاديبة والناقد اسامة ابو طالب.
هالة البدري ابنة الاصول الريفية ولكنها ولدت في القاهرة تكتب عن الفلاحين والقرية واحوال النسوة وكأنها تعيش معهم وتحدثهم ويتحدثون اليها فكتبت مطر علي بغداد تجربة انتقال الفلاحين المصريين لتملك أراضي قرية عراقية حيث كانت تعمل في ذلك الوقت مراسلة لمجلتى روز اليوسف وصباح الخير في العاصمة العراقية بغداد. ونشرت رواية مُنتهى في عام 1995، وهي قصة تجرى أحداثها في قرية خيالية على ضفاف دلتا النيل. رواية امراة..ما، وكتبت عن المفردات الاساسية ” والموت والحياة “في طي الالم وطارت معنا في رحلتها بحصانها المجنح كابطال الاساطير في اجنحة الحصان لتجوب بنا في عوالمها التي سافرت اليها وكتبت واحدة فريدة من ادب الرحلات في سحر الامكنة التي يعيش فيها البشر والهوام مثل قصر النملة .
وتقول أعيش مع أبطالي ‏في حياة كاملة.. ‏أتعرف عليهم عن قرب.. ‏دقائق حياتهم.. ‏رغباتهم الخفية.. ألوانهم.. ‏أمزجتهم.. ‏طعامهم.. ‏فلسفاتهم.. ‏أحايلهم حتى أصل إلى قلبهم، ‏أحادثهم ليلاً ونهاراً.. ‏يشاركونني الطعام ‏ويسهرون معي أمام التلفزيون ‏وأستدعيهم للجلوس معي ‏بعد نشر الرواية، ‏وأحيانا للدخول في رواية أخرى ‏كما حدث في روايتي «نساء في بيتي»، ‏حيث استضفت ناهد بطلة «امرأة ما»؛ لتجلس مع أبطال روايات أخرى ‏لكتاب آخرين. ‏هذا عالمي الذي أحبه وأفضله عن كل العالم الواقعي، ‏أغير ملامحهم أحياناً ‏وأعيد تشكيلهم عشرات المرات، ‏وحين تستقيم الشخصية أمامي ‏أصاحبها إلى الأبد ‏وتصبح جزءاً مني وهذا ما اسميه انا علم الانثروبولوجيا التي اتخصص فيه للدراسة ان اعيش دورة كاملة كي اتلمس واشعر دقائق الامور في حياة مجتمعي .
وقد اثرانا الاستاذ الدكتور اسامة ابو طالب شارحا ماهية النقدا الفني هو التذوّق في أعلى مستوياته، والنّاقد الفني هو من يحاول تفسير وتوضيح العمل الفنّي، فقد يفسّر معاني الرمز أو قد يتتبع البناء التشكيلي للعمل ويكشف عن دلالته التعبيرية. وقد يصف من خلال ما تذوقه في العمل والتأثير الذي ينبغي أن يكون لهذا العمل على المشاهد.
حيث أن مـن أهم أغراض النقد المعـاصر، هو إيضاح العمل الفني ليفهمه الآخرين،
فدور الناقد فيه يتحدد أسلوبه النقدي هو أنه في هذا المجال يربط بين المدارس والتيارات. ويحدد المصادر والأصول ويعيّن خصائص كل إتجاه.
كمايقارنه بالواقع أوبالقواعد الكلاسيكية أوبالفلسفات وحسه الدائم بدراسة البشر
ويوجد للناقد دور آخر يتلخص في أنه دور تـاريخي فهـو يسـترجع الاتجاهات والطرز. ويتحدث عن تأثير الفن من حضارة ما على فن حضارة أخرى. والدور الثالث للناقد الفني هودور إرشادي، لكنه في بعض المراحل يكـون للناقد الفني دوراً في تغذية إتجاه فنّي معين وتوجيهه وتشجيعه.
وعرج لمفهوم الثقافة بانها تكمن في المعرفة والمعلومات التراكمية للفرد التي تؤثر على أسلوبه وسلوكه في الحياة، وتحدث عن نشأته وطفولته والتأثيرات التي أحاطت به، وكانت فاعلة في تركيبة شخصيته الثقافية خلال مراحل حياته الأولى، واستعرض عدد من محطات حياة الكاتبة هالة البدري نقدا لرواياتها واهم محطاتها في رحلتها الثرية في الادب والقصة والفلسفة وترقي كتابتها لمراتب متتابعة كمراتب الصوفية وشفافية الروح حتي ترقي وترق وتصل للنور .
واستطاع الكاتب الصحفي والروائي عادل سعد الغوص في اغوار الاستاذة هالة البدري ولقربه الشديد منها كانت حواراته فيمناقشها عن روايتها «مدن السور»
وفيها صدم أي إنسان بمصير الإنسان.تبني هالة البدري روايتها اعتمادا على حقيقة علمية. بفضل الحاسوب والتقدم العلمي زادت السرعات والبشر ينتجون الآن من العلوم كل مائة سنة ما يساوي عشرة آلاف سنة من عمر حضارة الإنسان.
لكن السؤال الأخطر .هل البشر على استعداد لاستقبال كل هذا التطور؟ في هذا الزمن الضيق.
حقيقة أخرى تقول إن أقدم حفريات للإنسان عمرها أكثر من مليون عام.وأن الحضارة المعروفة عشرة آلاف عام,وفي أفضل تقدير وبعد الخوض في العصر الحجري والطيني أربعين ألف عام.قبلها كان الإنسان حرا مفترسا كالدببة والأسود .وبالتالي فإن جينات أحفاد آدم لا تتوقف طويلا أمام قشرة الحضارة وتميل نحو العنف والقتل وقوانين الغاب.
“مدن السور» كابوس مزعج .وما بنته هالة البدري في هذه الرواية من خيالها يستطيع الذكاء الاصطناعي ان يفعله الان دون الخوض في تفاصيل رؤية هالة المستقبلة ، ولكن الابداع البشري اكثر احساسة ورقيا .
وتعرض لتجربتها في استقبال موت رفيق عمرها في رواية “طي الألم”، والتي فيها تسرد رحلتها للتعافي من آلام الفقد.
تروي تجربة فقد الزوج بعد رحلته القصيرة مع المرض، ليصير الحدث المؤلم محورًا تتأمل من خلاله الكاتبة حياتها قبل الفقد وبعده، ومع الزوج وبدونه، ما منح النص زخمًا في تأمل ما يعنيه الفقد وما قد تعنيه الحياة في وجود الموت.
وكانت أعمالها محورا لعدد من الرسائل العلمية منها: دراسة مقارنة بعنوان الأنا النسوية بين امرأة ما ورواية آنا مالينا للكاتبة الألمانية انجبور باخمان للباحثة أميرة سعد من قسم اللغة الألمانية بكلية الآداب جامعة عين شمس جماليات الرواية النسائية في مصر عبد الخالق قاسم خلف من كلية الآداب جامعة حلوان عام2005 الرؤية السياسية في الرواية النسائية في مصر من عام 75 إلى عام 2000 عبد الخالق قاسم خلف من جامعة سوهاج عام 2011 بنية النص الروائي عند هالة البدري للباحث محمود السماك من جامعة بنها. وترجم منها الكثير للغات عديدة .. هالة البدري محطة لابد لاي كاتب ان يتوقف وينهل من تجربتها العميقة في الادب والصحافة والادراة وانكار الذات امام طموح الشباب الذين يعملون منها .
فرج احمد فرج

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار