غَزه في الروح والقلب
كتب د : فوزي الحبال
إذا سألوك عن غَزه قُل لهم بها شهيد يسعفه شهيد يصوره شهيد
ويودعه شهيد ، ويصلي عليه شهيد .
القلم مهما كان طويل في قَامته فلن يصل إلى كعب البندقية،
وأن الحبر مهما قال بلاغةً فسيبدو رخيصاً في حضرة الدم، ولكنها كلمات
مكتومة في صدري فأردتُ أن أكتبها، وإن كل كلامنا ليس له قيمة
في غياب السلاح .
إنها المعركة الأولى في التاريخ التي تسبق نتيجتُها نهايتَها، فهنيئاً لكم
هذا النصر الذي لن يُغيّره توقيت نهاية المعركة، لقد أحدثتم شرخاً في روح
هذا الكيان لن يُرمَّمَ أبداً، وغرستوا في نعشه مسماراً لن يستطيع نزعه،
وأعَتوا إلى الأمة روحاً كانت قد فقدتها، فكأنها نفخة إسرافيل في الناس الميتة
أن قوموا.
إن الله تعالى يختار لأشد معاركه أقوي جنوده، وأن يبعث على أحفاد القردة
عباداً له يسومونهم سوء العذاب، فكنتم عباده الذين إختارهم، وأن النبي ﷺ
أخبرنا أن خير الرباط رباط عسقلان، ويكفيكم شرفاً أن تكونوا تفسير الآيات
في القرآن الكريم، وموعود رسوله في أحاديثُه الشريفه، فنزداد تقوي
وإيمانا على إيماننا، أن هذا الدين حقٌّ، وأنه لا غالب إلا الله، وأنتم أهله وصفوته،
وإنكم لغالبون بإذنه.
سيناء ليست للبيع ولن تتخلى مصر عن غزة فهي في الروح والقلب
الإسرائيلي
ولعبت مصر ولاتزال دور الوساطة لنزع فتيل الحرب، ومازال جيش الاحتلال
الإسرائيلي المدعوم بأحدث الأسلحة الأمريكية يقصف المخيمات الفلسطينية
ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية
إلى المحاصرين في غزة والنازحين إلى الجنوب.
الفلسطينين
وفي غياب الضمير الإنساني العربي والغربي واستفزاز سافر لكل من يدعم
الفلسطينين ،أصبح الوضع في غزة كارثياً، يوجد أكثر من مليوني شريد وجائع
وجريح،وبدعم أمريكي فاضح، أعطي جيش الإحتلال الضوء الأخضر لإبادة شعب
غزة وجعل ارض الفيروز، مسرحاً للعمليات العسكرية بين جيش الإحتلال
الإسرائيلي وبين حركة حماس.
لقد فشلت إسرائيل فشلاً ذريعاً في الإجتياح البري علي غزة،
دور فاعل ومكسب زائف يخرجها من أزمتها بعد إندلعت
الاشتباكات والمظاهرات تندد بحكومة نتنياهو وتجبره على الرحيل.
اليوم تُعبِّدون الطريق إلى المسجد الأقصى إنها إلا سنوات لا تتجاوز أصابع
اليد الواحدة، ونحن نصلي جميعاً في المسجد الأقصى، محرَّرا بفضل الله
ثم بفضل جهادكم وثباتكم.