الرئيسيةمقالاتفقد إحتمل بهتانا وإثما مبينا
مقالات

فقد إحتمل بهتانا وإثما مبينا

فقد إحتمل بهتانا وإثما مبينا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله و سلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسال الله تعالى أن يجعلنا من امته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد إن من مقامات الكذب هو الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الطعن في أقوال صاحب الشريعة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، فمن كذب عليه أو كذَّب بما جاء، فقد تبوّأ مقعده من النار، ففي حديث المغيرة بن شعبة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول. 

” إن كذبا عليّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليّ متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار” فالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ هذا القدر من التعظيم “لعظم مفسدته، فإنه يصير شرعا مستمرا إلى يوم القيامة، بخلاف الكذب على غيره والشهادة، فإن مفسدتهما قاصرة ليست عامة” وقال الإمام النووي “لا فرق في تحريم الكذب عليه صلى الله عليه وسلم بين ما كان في الأحكام، وما لا حكم فيه كالترغيب والترهيب والمواعظ وغير ذلك، فكله حرام من أكبر الكبائر وأقبح القبائح بإجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع” ومن هنا قال العلماء فليتبوأ وهو دعاء بلفظ الأمر، أي بوأه الله ذلك، وإن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه إتهام له بتقصيره في تبليغ رسالة ربه، وفيه تكذيب لقوله تعالى ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ” 

وفيه إتهام للصحابة بالتقصير في البلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه تهمة لأصحابه بالنفاق، واعلموا يرحمكم الله أن بعض الناس لا يكتفي بفعل السيئة، حتى يضيف إليها سيئة أخرى، وهي أن يلصقها بالبريء، فيسرق ويتهم غيره بالسرقة، ويقتل ويتهم غيره بالقتل وهكذا، فنزلت آيات في قوم سرقوا فألبسوا التهمة بغيرهم، وجاء من يجادل ويدافع عنهم إلى النبي صلي الله عليه وسلم فأنزل الله الآيات في الدفاع عن البريء، وبيان عاقبة الذي يفتري الكذب على البريء، حيث يقول الله تعالي ” ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ” وقد حدثت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عن امرأة كانت تأتي إليها، سوداء، أمة وتقول كلما جلست عندها ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني، كلما جلست قالت. 

ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني، فسألتها السيدة عائشة رضي الله عنها كلما جلست تقولين هذا؟ فقالت إنها كانت لحي من العرب أمة، فأعتقوها فكانت معهم، فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور، خيطان من اللؤلؤ، فوضعته أو وقع منها، فمر به حدياة، أي حدأة وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته، فالتمسوه فلم يجدوه، قالت فإتهموني به، فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها وكشفوا عورتها، وهذه المظلومة المسكينة، تقول والله إني لقائمة معهم إذ مرت الحدياة فألقته فوقع بينهم، وفي رواية فدعوت الله أن يبرأني، فجاءت الحداية وهم ينظرون فألقته بينهم، فقلت هذا الذي إتهمتموني به زعمتم، وأنا منه بريئة، وهو ذا هو، وجاءت إلى النبي صلي الله عليه وسلم وأسلمت، فاللهم جنبنا منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء، واهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من ا

لراشدين.

  1. فقد إحتمل بهتانا وإثما مبينافقد إحتمل بهتانا وإثما مبينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *