الرئيسيةUncategorizedفي المسافة بين حب راحل وحب لا يجد مكانه
Uncategorized

في المسافة بين حب راحل وحب لا يجد مكانه

في المسافة بين حب راحل وحب لا يجد مكانه

بقلم/نشأت البسيوني 

 

لم يكن الرجل يعرف أن القلب يمكن أن ينقسم مرتين مرة حين يحب ومرة حين يفقد كان يظن أن الموت يأخذ الجسد فقط ولا يأخذ ما تركه الإنسان داخله لكنه اكتشف أن الراحلة أخذت معها أكثر مما أعطته تركت له دنيا ناقصة وروحا تمشي على عكاز الذكريات ومع ذلك حاول أن يعيش امرأة جاءت متأخرة جدا المرأة الجديدة لم تكن مخطئة في شيء جاءت إلى حياته بيدين دافئتين 

 

وقلب مستعد للحب وصبر لا تملكه كثير من النساء لكنها جاءت بعد أن تغير كل شيء بعد أن فقد بريقه وخبت روحه وتحولت مشاعره إلى بئر عميقة لا يصل سطحها إلى الضوء كانت مثل زهرة تزرع فوق تربة ماتت من العطش تنمو قليلا ثم تذبل لأنها لم تجد ماء يكفيها لم يكن الرجل قاسيا لكنه كان متعبا ويا ليت التعب يرى لأنه لا يرى إلا لمن يشعر به الظل الذي كان يجلس بينهما كانت المرأة 

 

الحالية تجلس أمامه لكن ظل الراحلة كان يجلس بينهما كان حاضرا في التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه إليها أحد حين يربط ربطة عنقه بالطريقة التي أحبتها هي حين تمر بجانبه موسيقى تعرفها روحه حين يريده الحاضر لكن قلبه ما زال ينتظر الماضي كان يحاول أن يخفي ذلك لكن الأشياء التي تخبأ داخل القلب تظهر في العين والعين لم تكن تعرف الكذب القلب المكسور لا يشفى بالعاطفة 

 

كانت المرأة الجديدة تظن أنها تستطيع أن تداوي جرحه بكلماتها بلطفها بصبرها لكنها لم تعرف أن بعض الجروح ليست بحاجة إلى الحب بل بحاجة إلى زمن يطفئ النار وإلى شجاعة يعيد بها الرجل ترتيب نفسه الرجل الذي فقد امرأة أحبها بصدق لا يحتاج إلى امرأة تشبهها ولا يحتاج إلى امرأة أقوى منها هو يحتاج فقط إلى أن يأمن من جديد والأمان ليس سهلا ولا يأتي بسرعة وليس عادلا أن تنتظر 

 

امرأة بداية ليست لها ليل يعرف الحقيقة في النهار كان يستطيع أن يخدع نفسه لكن الليل الليل لا يجامل أحدا كان يستلقي على سريره يغمض عينيه فيأتيه وجه الراحلة كأنه يخبره أنا هنا لن تقدر أن تنساني وكان يصدق لأنه حاول كثيرا وفشل كثيرا وكانت الحاضرة لا تعرف أن نصف حبيبها يغفو معها والنصف الآخر يغفو على ذكرى أخرى لم لم يبتعد سؤال كانت المرأة تسأله لنفسها كثيرا 

 

لماذا يبقى ولماذا لا يرحل ويتركني أرتاح منه ومن ظله لكن الرجل بقي ليس لأنه يريد أن يؤذيها بل لأنه يريد أن ينقذ نفسه منها يريد أن يتعلم معها ما عجز عن تعلمه وحده يريد أن يجرب أن يكون حيا بعد أن عاش ميتا طويلا بقي لأن جزءا منه صدق أنها قد تستطيع أن تعيد تشكيله ليس لتنسى قلبه الراحلة بل ليجد مكانا جديدا لا يلغيه الماضي حين يشعر الرجل بالذنب بدلا من الحب كان أسوأ ما 

 

في حزنه أنه لم يولد من عدم الحب بل من ذنب لا يعرف مصدره يحبها ربما يحتاجها نعم يقدرها بالتأكيد لكن قلبه قلبه كان يسير ببطء شديد وكأنه يعاقب نفسه على محاولة البدء من جديد كان يخاف أن يمنحها أقل مما تستحق ويخاف أكثر أن يمنحها أكثر مما يستطيع النهاية التي لا تشبه النهايات لم يفترقا ولم يكملا الطريق كما يتمنى العشاق بقيت هي تنتظر لحظة صدق كاملة وبقي هو 

 

يعيش بنصف قلب ونصف روح ونصف حياة لكن مع مرور الوقت حدث شيء بسيط شيء كاد لا يرى لكنه غير كل شيء لم تعد الراحلة وحدها تملك النصيب الأكبر من قلبه بدأ جزء صغير صغير جدا يتفتح للحاضرة جزء لم يخلق ليحل محل أحد بل ليبني شيئا مختلفا ماذا يريد الرجل حقا لا يريد أن ينسى ولا يريد أن يستبدل ولا يريد أن يظلم كل ما يريده هو أن يتوقف الألم من أن يكون 

 

سيدا عليه يريد أن يعيش لا أن يتذكر فقط يريد أن يمنح المرأة التي معه ما تستحق دون أن يخون روحه يريد أن يكون عادلا وعادلا مع نفسه أيضا في النهاية فهم شيئا لم يفهمه من قبل الحب الأول لا يدفن والحب الثاني لا يأتي ليقتل الأول بل يأتي ليعلم الإنسان كيف يعيش رغم الفقد والمرأة الحالية لم تكن ظلا بل بابا بابا قد يقوده يوما إلى الحياة إن امتلك الشجاعة ليدخله أما الراحلة فستظل هناك في مكانها الذي لا ينافسه أحد مكان جميل وموجع ومكتوب عليه هنا كان قلب لا ينسى

في المسافة بين حب راحل وحب لا يجد مكانه
بقلم/نشأت البسيوني

لم يكن الرجل يعرف أن القلب يمكن أن ينقسم مرتين مرة حين يحب ومرة حين يفقد كان يظن أن الموت يأخذ الجسد فقط ولا يأخذ ما تركه الإنسان داخله لكنه اكتشف أن الراحلة أخذت معها أكثر مما أعطته تركت له دنيا ناقصة وروحا تمشي على عكاز الذكريات ومع ذلك حاول أن يعيش امرأة جاءت متأخرة جدا المرأة الجديدة لم تكن مخطئة في شيء جاءت إلى حياته بيدين دافئتين

وقلب مستعد للحب وصبر لا تملكه كثير من النساء لكنها جاءت بعد أن تغير كل شيء بعد أن فقد بريقه وخبت روحه وتحولت مشاعره إلى بئر عميقة لا يصل سطحها إلى الضوء كانت مثل زهرة تزرع فوق تربة ماتت من العطش تنمو قليلا ثم تذبل لأنها لم تجد ماء يكفيها لم يكن الرجل قاسيا لكنه كان متعبا ويا ليت التعب يرى لأنه لا يرى إلا لمن يشعر به الظل الذي كان يجلس بينهما كانت المرأة

الحالية تجلس أمامه لكن ظل الراحلة كان يجلس بينهما كان حاضرا في التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه إليها أحد حين يربط ربطة عنقه بالطريقة التي أحبتها هي حين تمر بجانبه موسيقى تعرفها روحه حين يريده الحاضر لكن قلبه ما زال ينتظر الماضي كان يحاول أن يخفي ذلك لكن الأشياء التي تخبأ داخل القلب تظهر في العين والعين لم تكن تعرف الكذب القلب المكسور لا يشفى بالعاطفة

كانت المرأة الجديدة تظن أنها تستطيع أن تداوي جرحه بكلماتها بلطفها بصبرها لكنها لم تعرف أن بعض الجروح ليست بحاجة إلى الحب بل بحاجة إلى زمن يطفئ النار وإلى شجاعة يعيد بها الرجل ترتيب نفسه الرجل الذي فقد امرأة أحبها بصدق لا يحتاج إلى امرأة تشبهها ولا يحتاج إلى امرأة أقوى منها هو يحتاج فقط إلى أن يأمن من جديد والأمان ليس سهلا ولا يأتي بسرعة وليس عادلا أن تنتظر

امرأة بداية ليست لها ليل يعرف الحقيقة في النهار كان يستطيع أن يخدع نفسه لكن الليل الليل لا يجامل أحدا كان يستلقي على سريره يغمض عينيه فيأتيه وجه الراحلة كأنه يخبره أنا هنا لن تقدر أن تنساني وكان يصدق لأنه حاول كثيرا وفشل كثيرا وكانت الحاضرة لا تعرف أن نصف حبيبها يغفو معها والنصف الآخر يغفو على ذكرى أخرى لم لم يبتعد سؤال كانت المرأة تسأله لنفسها كثيرا

لماذا يبقى ولماذا لا يرحل ويتركني أرتاح منه ومن ظله لكن الرجل بقي ليس لأنه يريد أن يؤذيها بل لأنه يريد أن ينقذ نفسه منها يريد أن يتعلم معها ما عجز عن تعلمه وحده يريد أن يجرب أن يكون حيا بعد أن عاش ميتا طويلا بقي لأن جزءا منه صدق أنها قد تستطيع أن تعيد تشكيله ليس لتنسى قلبه الراحلة بل ليجد مكانا جديدا لا يلغيه الماضي حين يشعر الرجل بالذنب بدلا من الحب كان أسوأ ما

في حزنه أنه لم يولد من عدم الحب بل من ذنب لا يعرف مصدره يحبها ربما يحتاجها نعم يقدرها بالتأكيد لكن قلبه قلبه كان يسير ببطء شديد وكأنه يعاقب نفسه على محاولة البدء من جديد كان يخاف أن يمنحها أقل مما تستحق ويخاف أكثر أن يمنحها أكثر مما يستطيع النهاية التي لا تشبه النهايات لم يفترقا ولم يكملا الطريق كما يتمنى العشاق بقيت هي تنتظر لحظة صدق كاملة وبقي هو

يعيش بنصف قلب ونصف روح ونصف حياة لكن مع مرور الوقت حدث شيء بسيط شيء كاد لا يرى لكنه غير كل شيء لم تعد الراحلة وحدها تملك النصيب الأكبر من قلبه بدأ جزء صغير صغير جدا يتفتح للحاضرة جزء لم يخلق ليحل محل أحد بل ليبني شيئا مختلفا ماذا يريد الرجل حقا لا يريد أن ينسى ولا يريد أن يستبدل ولا يريد أن يظلم كل ما يريده هو أن يتوقف الألم من أن يكون

سيدا عليه يريد أن يعيش لا أن يتذكر فقط يريد أن يمنح المرأة التي معه ما تستحق دون أن يخون روحه يريد أن يكون عادلا وعادلا مع نفسه أيضا في النهاية فهم شيئا لم يفهمه من قبل الحب الأول لا يدفن والحب الثاني لا يأتي ليقتل الأول بل يأتي ليعلم الإنسان كيف يعيش رغم الفقد والمرأة الحالية لم تكن ظلا بل بابا بابا قد يقوده يوما إلى الحياة إن امتلك الشجاعة ليدخله أما الراحلة فستظل هناك في مكانها الذي لا ينافسه أحد مكان جميل وموجع ومكتوب عليه هنا كان قلب لا ينسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *