قابيل وهابيل
قابيل وهابيل
بقلم / هاجر الرفاعي
قابيل وهابيل
بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ونصلي ونسلم ونبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبة وسلم تسليما كثيرا، فإن الإسلام دين ليس فيه التباس وصالح لكل الناس فمن آمن به سعد ومن دخل فيه رشد فهو دين حفظ الأموال والأنفس والأعراض والدماء والعقول ومن الإزهاق والأفول والإسلام دين حب وسلام ودين ألفة ووئام ودين هدى لا ضلال فهو محفوظ من الزوال وله البقاء إلى أمد وله الظهور إلى أبد فهو دين حق لا باطل .
وهو الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى للملأ الكرام ولا يُقبل من عبد دينا غير الإسلام، وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم ” رواه الترمذي.
وعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ” إن بين يدي الساعة لهرجا، قال قلت يا رسول الله ما الهرج؟ قال: القتل فقال بعض المسلمين يا رسول الله إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس بقتل المشركين ولكن يقتل بعضكم بعضا
حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته ، فقال بعض القوم: يا رسول الله ومعنا عقولنا ذلك اليوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا، تُنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويَخلُف له هباء من الناس لا عقول لهم ، ثم قال الأشعري: وايم الله إني لأظنها مدركتي وإياكم، وايم الله ما لي ولكم منها مخرج إن أدركتنا فيما عهد إلينا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، إلا أن نخرج كما دخلنا فيها” رواه ابن ماجه .
وأن هناك رجلاً واحدا يتحمل كفلا من وزر كل نفس تقتل وتزهق من أول البشرية إلى قيام الساعة؟ نعم، إنه قابيل بن آدم، فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها وذلك لأنه أول من سن القتل” متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله تعالى في النار” رواه الترمذي .
وإن تعظيم الإسلام النفس المسلمة والتشديد في النهي عن قتلها لا يقف عن حدود النهي عن قتل المسلم بغير حق، بل إن الإسلام أوجب الدية والكفارة على قاتل النفس المسلمة خطأ، فقتل الخطأ شرع فيه الإسلام الكفارة والدية، وهو خطأ غير مقصود ، تعظيما لحرمة النفس المسلمة التي صانها الإسلام، ووضع لها القيود للحفاظ عليها .
وبين أيدينا أول جريمة قتل حدثت على الأرض وهى جريمة القتيل بين قابيل وهابيل وهما ابنا آدم عليه السلام، وتتلخص قصتهما بجريمة قتل قابيل لأخيه هابيل: “حيث ان حواء ولدت أربعين بطن في كل بطن ذكر وأنثى وكان آدم يزوج ذكر كل بطن لانثى البطن الآخر .
فاراد هابيل الزواج باخت قابيل و لكن قابيل رفض و اراد الزواج بها لانها كانت اجمل من اخت هابيل، فطلب منهما آدم عليه الصلاة و السلام ان يقربا قربانا لله تعالى وسافر هو للحج الى مكة .
فقرب هابيل جذعة سمينة لانه كان راعي وقرب قابيل زرع لانه كان صاحب زرع فنزلت نار من السماء اكلت جذعة هابيل وتركت زرع قابيل فغضب قابيل وقال لاخيه لاقتلنك، قال هابيل انما يتقبل الله من المتقين فقتله فبعث الله غرابين يقتتلان فقتل احدهما الآخر فقام الغراب ينبش في الارض ليدفن الغراب فندم قابيل على قتل اخيه وقال اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخي.
ولقد بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفات المميزة لأهل الجنة، ووضح العيوب الكاشفة لأهل النار من أبناء الدنيا، فقال صلى الله عليه وسلم: ” ألَا أُخبركم بأهل الجنة: كل ضَعيف متضعف، لو أَقسم على الله لأبره ، وألا أخبركم بأهل النار ، كل عتل جواظ مستكبر”
قابيل وهابيل